قال حارثة: قد اعلم انا وإياكما في رجع من القول منذ 1 ثلاث وما ذاك الا ليذكر ناس ويرجع فارط 2 وتظهر لنا الكلم 3 وذكرتما نبيين يبعثان يعتقبان بين مسيح الله عز وجل والساعة قلتما وكلاهما من بنى إسماعيل، أولهم محمد بيثرب وثانيهما احمد العاقب، واما محمد صلى الله عليه وآله أخو قريش هذا القاطن بيثرب فآياته حق مؤمن أجل وهو والمعبود احمد الذي نبأت به كتب الله عز وجل ودلت عليه آياته وهو حجة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله الخاتم الوارث حقا ولا نبوة ولا رسول الله عز وجل ولا حجة بين ابن البتول والساعة غيره، بلى ومن كان منه من ابنته البتولة البهلولة 4 الصديقة فامنتما 5 ببلاغ الله لكنكما من نبوة محمد صلى الله عليه وآله في أمر مستقر، ولولا انقطاع نسله لما ارتبتما فيما زعمتما به انه السابق العاقب؟ قالا: أجل ان ذلك لمن أكبر اماراته عندنا.
قال: فأنتما والله فيما تزعمان من نبي ثان من بعده في أمر ملتبس والجامعة يحكم في ذلك بيننا، فتنادى الناس من كل ناحية وقالوا: الجامعة يا أبا حارثة الجامعة، وذلك لما مسهم في طول تحاور الثلاثة من السأمة والملل، وظن القوم مع ذلك ان الفلج 6 لصاحبيهما لما كانا يدعيان في تلك المجالس من ذلك، فأقبل أبو حارثة إلى علج 7 واقف منه فقال: امض يا غلام فات بهما، فجاء بالجامعة يحملها على رأسه وهو لا يكاد يتماسك بها اثقلها.
قال: فحدثني رجل صدق من النجزانية ممن كان يلزم السيد والعاقب ويخف لهما في بعض أمورهما ويطلع على كثير من شأنهما، قال: لما حضرت الجامعة بلغ ذلك من