دون من لم يساوهم - بل يغني ظهور أمرهما عن الروية (1) بينهما، ولهذا (2) لا يحتاج في الفرق بين الخز (3) والصوف إلى أحذق (4) البزازين.
وإنما يحتاج إلى التأمل الشديد المتقارب (5) الذي يشكل مثله.
ونحن نعلم أنا على مبلغ علمنا بالفصاحة، نفرق بين شعر امرئ القيس وشعر غيره من المحدثين، ولا يحتاج في هذا الفرق إلى الرجوع إلى من هو الغاية في علم الفصاحة، بل يستغنى معه عن الفكرة.
وليس بين الفاضل والمفضول من أشعار هؤلاء، وكلام هؤلاء قدر ما بين الممكن والمعجز، والمعتاد والخارج عن العادة، لان جميع شعراء لو كانوا بفصاحة الطائيين (6) وفي منزلتهما ثم أتى آت بمثل شعر امرئ القيس، لم يكن معجزا وكذلك لو كان البلغاء في الكتابة في طبقة أهل عصرنا، لم يكن كلام عبد الحميد (7) وإبراهيم بن العباس (8) ونحوهما خارقا لعادتهم ومعجزا لهم. وإذا استقر هذا