الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ٩٨٨
وقد علمنا أنه ليس بين هذين الشعرين ما بين المعتاد والخارق للعادة، فإذا ثبت ذلك وكنا (1) لا نفرق بين بعض قصار سور المفصل، وبين أفصح شعر العرب، ولا يظهر لنا التفاوت بين الكلامين الظهور الذي قدمناه فلم حصل الفرق القليل، ولم يحصل الكثير؟
ولم ارتفع (2) اللبس مع التقارب ولم يرتفع مع التفاوت؟
فصل والاعتراضات على ذلك كثيرة منها:
قولهم: إن الفرق بين أفصح كلام العرب، وبين القرآن موقوف على متقدمي الفصحاء الذين تحدوا به.
والجواب: أن ذلك لو وقف عليهم مع التفاوت العظيم، لوقف ما دونه أيضا عليهم، وقد علمنا خلافه.
فأما من ينكر الفرق بين أشعار الجاهلية والمحدثين، فان أشار بذلك إلى عوام الناس والأعاجم فلا ينكر ذلك، وإن أشار إلى الذين عرفوا الفصاحة فإنه لا يخفى عليهم.
فان قالوا: الصرف عن ماذا وقع؟ قلنا: الصرف وقع عن أن يأتوا بكلام يساوي أو يقارب القرآن في فصاحته، وطريقة نظمه، بأن سلب كل من رام المعارضة التي يتأتى بها ذلك.
فان العلوم التي يتمكن بها من ذلك ضرورية من فعل الله تعالى بمجرى العادة، وعلى هذا لو عارضوه بشعر منظوم، لم يكونوا معارضين.
يدل عليه أنه صلى الله عليه وآله أطلق التحدي وأرسله، فوجب أن يكون إنما أطلق تعويلا على ما تعارفوه في تحدي بعضهم بعضا، فإنهم اعتادوا ذلك بالفصاحة، وطريقة النظم

1) " ممكنا " م، ه‍.
2) " يرتفع " ه‍.
3) " التفاوت " م، ه‍.
(٩٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 983 984 985 986 987 988 989 990 991 992 993 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148