الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١١١٠
ومناظرته من لقي (1) واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي، وتصديقه إياه وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء، فكيف يتساقطون في الفتنة؟
أما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة [الله] أو لم يروا انتظام أئمتهم بعد نبيهم إلى أن أفضي الامر إلى الماضي - يعني الحسن بن علي عليهما السلام - [ثم] أوصى بها إلى وصي ستره الله بأمره إلى غاية.
فليدعوا عنهم اتباع الهوى، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير. (2)

١) " من نفى القائم بعد أبي محمد " ه‍، ط.
٢) أورده الصدوق في كمال الدين: ٢ / ٥١٠ ح ٤٢ قال: كان خرج إلى العمرى وابنه (رض) رواه سعد بن عبد الله، قال الشيخ أبو عبد الله جعفر (رض): وجدته مثبتا عنه رحمه الله، عنه منتخب الأنوار المضيئة: ١٢٨، والبحار: 53 / 190 ح 19.
ولان المصنف (ره) ذكرها باختصار، نوردها بتمامها اتماما للفائدة.
" وفقكما الله لطاعته، وثبتكما على دينه، وأسعدكما بمرضاته، انتهى الينا ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار ومناظراته من لقى واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه إياه وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكما عنه وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء ومن الضلالة بعد الهدى، ومن موبقات الاعمال ومرديان الفتن، فإنه عز وجل يقول: " ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " (العنكبوت 1 و 2) كيف يتساقطون في الفتنة، ويترددون في الحيرة، ويأخذون يمينا وشمالا، فارقوا دينهم، أم ارتابوا، أم عاندوا الحق، أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة ، أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون ان الأرض لا تخلو من حجة اما ظاهرا واما مغمورا.
أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الامر بأمر الله عز وجل إلى الماضي - يعنى الحسن بن علي عليهما السلام - فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدى إلى الحق والى طريق مستقيم، كانوا نورا ساطعا، وشهابا لامعا، وقمرا زاهرا، ثم اختار الله عز وجل له ما عنده فمضى على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل على عهد عهده، ووصية أوصى بها إلى وصى ستره الله عز وجل بأمره إلى غاية، وأخفى مكانه بمشيئة للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه، ولنا فضله، ولو قد أذن الله عز وجل فيما قد منعه عنه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهرا بأحسن حلية، وأبين دلالة، وأوضح علامة، ولا بان عن نفسه وقام بحجته ولكن أقدار الله عز وجل لا تغالب، وارادته لا ترد، وتوفيقه لا يسبق، فليدعوا عنهم اتباع الهوى وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا ستر الله عز وجل فيندموا، وليعلموا أن الحق معنا وفينا، لا يقول ذلك سوانا الا كذاب مفتر، ولا يدعيه غيرنا الا ضال غوى، فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير، ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله.
(١١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1105 1106 1107 1108 1109 1110 1111 1112 1113 1114 1115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148