شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٧٤
منه وأنام على البوريا وأصلي عليه وأما العصا فمنها طعامي إذا غرستها في الأرض فقال (عليه السلام) أنا أعرف حقيقة ذلك فضرب على الحجر فدخل تحتها فيه واخضرت في الحال وظهرت منها أربعة أغصان فظهر من واحد الرطب ومن الثاني العنب ومن الثالث التين، ومن الرابع الرمان فأكلا منها ما شاء، فأخرج عصاه من الحجر فعادت إلى الهيئة الأولى ثم قال (عليه السلام) إليك حاجة فقال هوذي: ما حاجتك.
قال: تدعو لي قال: هوذي لا تظن ان دعائي مستجاب وانى سألت الله من مدة حاجة ولم يستجب لي بعد فقال (عليه السلام): ما كان حاجتك قال: سألته أن يشرفني برؤية نبيه إبراهيم (عليه السلام) قال (عليه السلام) وأين عرفت إبراهيم حتى طلبت لقاءه قال: كنت رأيت غلاما حسن الهيئة وله ذؤابة طويلة وهو يدعو ويقول يا رب شرفني برؤية وجه أبي إبراهيم فقلت له من أنت يا غلام قال أنا إسماعيل بن إبراهيم وأنا إلى الآن كنت أطلب من الله لقاء إبراهيم فقال: يا هوذى فأنا إبراهيم خليل الرحمن فقد استجاب الله دعاءك فعند ذلك عانقه هوذى وأظهر كمال الاشتياق والمحبة وبكى وهذا أول الاعتناق ولم يكن قبل ذلك وقال (عليه السلام) يا هوذى أنا أريد لقاء إسماعيل فادع لي حتى يتيسر بسهولة عن قريب فدعا له فاستجاب الله حتى تحقق ملاقاتهما في ذلك المجلس واعتنقا فيه وبكى.
* الأصل:
592 - علي بن محمد، عن بعض أصحابه رفعه قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قرأ هذه الآية: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فشكر جل وعز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا، علما منه أنه قد وسع العباد فلا يتجاوز ذلك فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته وكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له ولا كيف، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
* الشرح:
قوله (قال سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها) نزهة أولا عن جميع النقايص للتنبيه على ان عدم الجعل ليس للنقص في احسانه بل لقصور البشر عن ادراك غير المحصور والإحاطة به والظاهر أن الحكم شامل للأنبياء أيضا وأن المراد بنعمه العموم والشمول لوقوع النكرة في سياق النفي والإضافة وأن المراد بمعرفة نعمه المعرفة التفصيلية إذ المعرفة الاجمالية غير متعذرة وأن التقصير عن معرفتها لا يدل لغة، على أن معرفتها ممكنة لجواز خروجها عن القدرة البشرية وان كانت في غاية الكمال كما يدل عليه التشبيه في قوله (كما لم
(٥٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557