الثانية صفة الطالب وهذه إشارة إلى مقانب قريش و «في» في الفقرة الثالثة ظرف لتعززن وأراد بالمقنب فيها مقنب المسلمين والباء في قوله «بجعله» للسببية متعلقة بتعززن والضمير راجع إلى طالب والإضافة إلى الفاعل، والمسلوب المختلس بفتح اللام وما يأخذه أحد القرنين من الاخر في الحرب عند الغلبة والسالب المختلس بكسر اللام وهما مفعولان وكلامه ذو وجهين، لأنه يحتمل أن يراد بالمسلوب والمغلوب أهل الاسلام وأن يراد بهما أهل الشرك وهو المراد بدليل قوله (عليه السلام) في رواية انه كان أسلم فطلب من الله تعالى العزة والغلبة بأن يجعل من اختلسه الشيطان غير سالب ومختلس لأهل الاسلام ويجعل المغلوب بالهوى غير غالب على أهل الايمان ولما كان المشركون من أهل اللسان فهموا مقصوده وان كان مفادا بالتورية فلذلك أمروا برده لئلا يفسد عليهم كما أشار إليه (عليه السلام) بقوله (فقال قريش إن هذا ليغلبنا فردوه) خوفا من أن يلحق بأهل الاسلام ويوقع التفرقة بين المشركين هذا الذي ذكرنا من باب الاحتمال والله يعلم حقيقة الحال.
* الأصل:
564 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان، عن محمد بن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي (صلى الله عليه وآله):
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب * الشرح:
قوله (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى سارية في المسجد) السارية الأسطوانة وهذا بعينه رواية العامة قال ابن الأثير في النهاية «في حديث فاطمة رضى الله عنها قالت بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله) «قد كان بعدك انباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب. انا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب» الهنبثة واحدة الهنابث وهي الأمور الشدائد المختلفة والهنبثة الاختلاط في القول والنون زائدة انتهى، أقول سلهم أهي (عليها السلام) صادقة في هذا القول أم كاذبة فإن قالوا: كاذبة، فقد كفروا وان قالوا صادقة فسلهم ما سبب تلك الهنبثة ثم قل: (من أضله الله) فلا هادي له وفي كشف الغمة «واختل قومك لما غبت وانقلبوا».
* الأصل:
565 - أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد إذ خفض له