شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٣٢
جبرئيل (عليه السلام) يأتي بالشمس من المغرب لو سأل نمرود إبراهيم (عليه السلام) أن يأتيها ربه من المغرب ولما لم يسأل توقف ظهورها من المغرب إلى قيام الساعة وقال الله تعالى وعزتي وجلالي لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من المغرب ليعلم الخلق أنى قادر على ذلك (فبهت الذي كفر) بهت الرجل بالكسر: إذا دهش وتحير، وبهت بالضم: مثله والضم أفصح (والله لا يهدي القوم الظالمين) الذين ظلموا أنفسهم بالامتناع من قبول الهداية التي حصلت بقوله (عليه السلام) فمعنى لا يهدي أنه لا يهديهم جبرا ولا يحملهم على قبول الحق قسرا وقال أبو جعفر (عليه السلام): عاب آلهتهم قد كان (عليه السلام) يذمهم ويعيب آلهتهم ويذكر نقصا ويحاجهم بدلايل التوحيد وبراهينه ويدعوهم إليه وهم أيضا كانوا يحاجونه بأقاويل باطلة وشبهات زايلة ويقولون إنك تركت ملة قومك ودين الملك ويذمونه على ذلك ويخوفونه من الملك والأصنام كما قال الله تعالى (وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون إلا أن يشاء ربي شيئا)، وهكذا كانت المناظرة بينه وبينهم وكان يلزمهم دائما، وكان (عليه السلام) يترقب مناظرة الملك في ملأ من قومه ومجمع من الناس حتى حضر عيدا لهم وكان عادتهم إحضار أقسام من اللباس وأنواع من الشراب والطعام عند الأصنام في يوم العيد، وكانوا يأكلون ويشربون ويلبسون تلك الأثواب ويتبركون، فلما أرادوا الخروج إلى الصحراء تخلف (عليه السلام) عنهم بإظهار السقم كما قال تعالى (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) من باب التورية وأراد سقم قلبه بقتل الحسين (عليه السلام) كما دل عليه بعض الروايات أو لعبادتهم للأصنام ثم قال (عليه السلام) خفية (لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) وسمع ذلك بعض القوم ولم يلتفتوا إليه لكونه مستبعدا في نظرهم (فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل (عليه السلام) على آلهتهم بقدوم) وقال على سبيل الاستهزاء ألا تأكلون مالكم لا تنطقون (فكسرها إلا كبيرا لهم) وقد كان من الذهب على سرير من الفضة مكللا بالجواهر واليواقيت وعلى يمينه ستة وثلاثون صنما وكذا على يساره ثم وضع القدوم في عنقه ليسند هذا الفعل إليه عند الحاجة وليس فيه كذب لما ذكرناه في كتاب الأصول فلما رجعوا ونظروا إلى ما صنع بآلهتهم قالوا من فعل هذا بآلهتنا، ثم قالوا كلهم (ما اجترأ عليها ولا كسرها إلا الفتى الذي كان) دايما (يعيبها) ويناظرنا عليها (ويبرأ منها) يقال له إبراهيم وشهد عليه من سمع قوله (لأكيدن أصنامكم) فأحضره عند الملك بأمره فوقع بينهما المناظرة على الوجه المذكور فبهت الذي كفر ثم اجتمع رأيهم على قتله (فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار) القتلة بالكسر: الهيئة ينال قتله قتلة سوء، والقتلة بالفتح: المرة (فجمع له الحطب واستجادوه) في معارج النبوة أن نمرود أمر الصغير والكبير والوضيع والشريف والرجال والنساء بجمع الحطب يوما واجتمع الحطب أربعة فراسخ في أربعة فراسخ طولا وعرضا وارتفاعه كارتفاع الجبل وكان في نواحي كوفه ورأى أهل الشام لسان النار وسمع صوتها من كان على مسافة يوم وليلة وهذا من
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557