شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٣٦
لإبراهيم (عليه السلام) وهيبة له فأوحى الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشي هو خلفك ولكن اجعله أمامك وامش خلفه وعظمه وهبه فإنه مسلط ولابد من إمرة في الأرض برة أو فاجرة فوقف إبراهيم (عليه السلام) وقال للملك: امض فان إلهي أوحى إلي الساعة أن أعظمك وأهابك وأن اقدمك أمامي وأمشي خلفك أجلالا لك، فقال له الملك: أوحي إليك بهذا؟ فقال له إبراهيم (عليه السلام) نعم، فقال له الملك: أشهد أن إلهك لرفيق حليم كريم وأنك ترغبني في دينك، قال:
وودعه الملك فسار إبراهيم (عليه السلام) حتى نزل بأعلى الشامات وخلف لوطا (عليه السلام) في أدنى الشامات، ثم ان إبراهيم (عليه السلام) لما أبطأ عليه الولد قال لساره: لو شئت لبعتني هاجر لعل الله أن يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا، فابتاع إبراهيم (عليه السلام) هاجر من سارة فوقع عليها فولدت إسماعيل (عليه السلام).
* الشرح:
قوله (يقول: إن إبراهيم (عليه السلام) كان مولده بكوثى ربا) كوثى بالثاء المثلثة كطوبى وربا بالراء المضمومة كهدى وفي قصص الأنبياء كوثى ربا من أرض العراق وهي أرض ذات أشجار وأنهار وفي النهاية وفي حديث علي رضى الله عنه قال له رجل أخبرني يا أمير المؤمنين عن أصلكم معاشر قريش فقال نحن من كوثى» أراد كوثى العراق وهي سرة السواد وبها ولد إبراهيم الخليل (عليه السلام) (وهما ابنتان للاحج) بتقديم الحاء المهملة على الجيم (وكان إبراهيم في شبيبته على الفطرة) الشبيبة كفعيلة والشباب الفتاء وأول الشئ أي كان (عليه السلام) في أول العمر والشباب على فطرة الاسلام التي فطر الله عز وجل الخلق عليها لم يتدنس بشئ من الأرجاس بوسوسة الشيطان والناس حتى بلغ وبعث فكانت نفسه قدسية طاهرة من أول العمر إلى آخره (وانه تزوج سارة ابنة لاحج وهي ابنة خالته لاخفاء بالنظر إلى السابق ان ابنة لاحج خالته لا ابنة خالته ففيه حذف أي ابنة ابنة لاحج أو أريد بالابنة ابنة الابنة حقيقة أو مجازا على اختلاف القولين (أمر به نمرود فأوثق وجعل له حيرا) الحير بالفتح شبه الحظيرة وفي معارج النبوة أن نمرود بعد المناظرة وعجزه عن الجواب أمر بحبسه في السجن وبقى فيه أربعين يوما، وقيل: سبع سنين ثم أخرجه منه بعد ليحرقه بعد اتمام الحير وجمع الحطب فيه وبناء عال مشرف عليه لنفسه الخبيثة حتى ينظر إلى إبراهيم (عليه السلام) في النار (وقال انه ان بقي أفسد دينكم وأضر بآلهتكم) أشار بذلك إلى سبب اخراجه وفي معارج النبوة ان إبراهيم لما خرج من النار سالما آمن به خلق كثير وصار الناس يدخلون في دينه يوما فيوما فخاف نمرود من فساد دينه وزوال ملكه فأمر باخراجه من مملكته وهي بابل فخرج إلى الشام، وقيل: إنه شاور اتباعه في أمره (عليه السلام)، فقيل ينبغي أن يقتل، وقيل: أن قتله غير ممكن كما لم تحرقه النار بل ينبغي اخراجه فاجتمع الرأي عليه فأخرجوه (وقال لهم اني ذاهب إلى ربي) إلى بيت ربي (سيهدين) بهداياته
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557