شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٧
* الأصل:
88 - الحسين بن محمد الأشعري، عن محمد بن إسحاق الأشعري، عن بكر بن محمد الأزدي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) حم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فعوذه فقال: بسم الله أرقيك يا محمد، وبسم الله أشفيك، وبسم الله من كل داء يعنيك، بسم الله والله شافيك، بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم فلا أقسم بمواقع النجوم لتبرأن بإذن الله، قال بكر: وسألته عن رقية الحمى فحدثني بهذا.
* الشرح:
قوله (فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فعوذه فقال بسم الله أرقيك يا محمد) رقاه الراقي رقية ورقيا: عوذه ونفث في عوذته من باب ضرب كذا في المغرب.
(بسم الله أرقيك) معناه بسم الله أعوذك لا بغيره، والمراد بالاسم هنا المسمى كما قال: (سبح اسم ربك) والاسم هو الكلمة الدالة على المسمى إلا أنه قد يتسع فيوضع الاسم موضع المسمى مسامحة ويحتمل حمله على ظاهره أيضا لأن اسم الله تبارك وتعالى مبارك وله فضيلة عظيمة وخاصية جزيلة لا يحيط العقل بكنهها وفضائل الاسم الأعظم أكثر من أن تعد وتحصى، وفيه دلالة على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى، والتعوذ بالقرآن العظيم وبعض سوره وآياته مشهورة وفي الأخبار ومؤلفات القوم مذكور ولا خلاف في شيء من ذلك بين العامة والخاصة، ولا ينافي ذلك التوكل، وما ورد في النهي عن الرقية فإنما هي الرقية بغير ما مر من الأسماء التي لا يعرف معناها خوف أن يكون كفرا أو قريبا منه، وأما رقية أهل الكتاب مثل اليهود والنصارى فلم يحضرني من الأخبار وأقوال الأصحاب ما يدل على تجويزها أو منعها، وأما العامة فقد اختلفوا فيها فجوزها بعضهم ومنعها مالك خوف أن يكون بما بدلوه وأجيب عنه بأنه يبعد أن يكون مما بدلوه لأنه لا غرض لهم في تبديلها، ثم إنه لا خلاف بيننا وبينهم في جواز المسح باليد على المرقى، والروايات من طرقنا وطرقهم متكثرة وأما النفث والتفل والنفخ فلم أجد من رواياتنا ما يدل عليها وهي مذكورة في رواياتهم.
قال القرطبي: التفل والنفث سنة في الرقي عند المالك والطبري وجماعة من الصحابة والتابعين وأنكره بعضهم وأجازوا فيه النفخ واختلف في التفل والنفث، وقيل هما بمعنى واحد وهما نفخ يسير معه يسير ريق، قال أبو عبيد الله: الريق مع التفل لا مع النفث، وقيل بالعكس، وقال بعضهم التفل بالفتح البصاق نفسه.
(وبسم الله أشفيك) أي أبرئك من المرض أو أعالجك بهذا الاسم فوضع الشفاء موضع العلاج والمداواة.
(وبسم الله من كل داء يعنيك) أي يقصدك يقال عنيت فلانا عينا إذا قصدته، وقيل معناه من كل داء يشغلك، يقال هذا الأمر لا يعنيني أي لا يشغلني.
(بسم الله خذها فلتهنيك) هناني الطعام يهنئني ويهنأني من باب ضرب
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557