* الأصل:
88 - الحسين بن محمد الأشعري، عن محمد بن إسحاق الأشعري، عن بكر بن محمد الأزدي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) حم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فعوذه فقال: بسم الله أرقيك يا محمد، وبسم الله أشفيك، وبسم الله من كل داء يعنيك، بسم الله والله شافيك، بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم فلا أقسم بمواقع النجوم لتبرأن بإذن الله، قال بكر: وسألته عن رقية الحمى فحدثني بهذا.
* الشرح:
قوله (فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فعوذه فقال بسم الله أرقيك يا محمد) رقاه الراقي رقية ورقيا: عوذه ونفث في عوذته من باب ضرب كذا في المغرب.
(بسم الله أرقيك) معناه بسم الله أعوذك لا بغيره، والمراد بالاسم هنا المسمى كما قال: (سبح اسم ربك) والاسم هو الكلمة الدالة على المسمى إلا أنه قد يتسع فيوضع الاسم موضع المسمى مسامحة ويحتمل حمله على ظاهره أيضا لأن اسم الله تبارك وتعالى مبارك وله فضيلة عظيمة وخاصية جزيلة لا يحيط العقل بكنهها وفضائل الاسم الأعظم أكثر من أن تعد وتحصى، وفيه دلالة على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى، والتعوذ بالقرآن العظيم وبعض سوره وآياته مشهورة وفي الأخبار ومؤلفات القوم مذكور ولا خلاف في شيء من ذلك بين العامة والخاصة، ولا ينافي ذلك التوكل، وما ورد في النهي عن الرقية فإنما هي الرقية بغير ما مر من الأسماء التي لا يعرف معناها خوف أن يكون كفرا أو قريبا منه، وأما رقية أهل الكتاب مثل اليهود والنصارى فلم يحضرني من الأخبار وأقوال الأصحاب ما يدل على تجويزها أو منعها، وأما العامة فقد اختلفوا فيها فجوزها بعضهم ومنعها مالك خوف أن يكون بما بدلوه وأجيب عنه بأنه يبعد أن يكون مما بدلوه لأنه لا غرض لهم في تبديلها، ثم إنه لا خلاف بيننا وبينهم في جواز المسح باليد على المرقى، والروايات من طرقنا وطرقهم متكثرة وأما النفث والتفل والنفخ فلم أجد من رواياتنا ما يدل عليها وهي مذكورة في رواياتهم.
قال القرطبي: التفل والنفث سنة في الرقي عند المالك والطبري وجماعة من الصحابة والتابعين وأنكره بعضهم وأجازوا فيه النفخ واختلف في التفل والنفث، وقيل هما بمعنى واحد وهما نفخ يسير معه يسير ريق، قال أبو عبيد الله: الريق مع التفل لا مع النفث، وقيل بالعكس، وقال بعضهم التفل بالفتح البصاق نفسه.
(وبسم الله أشفيك) أي أبرئك من المرض أو أعالجك بهذا الاسم فوضع الشفاء موضع العلاج والمداواة.
(وبسم الله من كل داء يعنيك) أي يقصدك يقال عنيت فلانا عينا إذا قصدته، وقيل معناه من كل داء يشغلك، يقال هذا الأمر لا يعنيني أي لا يشغلني.
(بسم الله خذها فلتهنيك) هناني الطعام يهنئني ويهنأني من باب ضرب