شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٧٦
المسلمون بنصر الله عز وجل قال: قلت: أليس الله عز وجل يقول: (في بضع سنين) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي إمارة أبي بكر وإنما غلب المؤمنين فارس في إمارة عمر فقال: ألم أقل لكم إن لهذا تأويلا وتفسيرا والقرآن - يا أبا عبيدة - ناسخ ومنسوخ، أما تسمع لقول الله عز وجل: (لله الأمر من قبل ومن بعد) يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين فذلك قوله عز وجل (ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله] ينصر من يشاء [) أي يوم يحتم القضاء بالنصر.
* الشرح:
(ألم غلبت الروم) جبل من ولد روم بن عيصو وهي الشامات وما حولها وهي أدنى الأرض من العرب (يعني وفارس من بعد غلبهم الروم سيغلبون) بناء هذا التأويل على أن غلبت بالضم وأن ضميرهم لفارس كما أشار إليه (عليه السلام) بقوله يعني وإن غلبهم مصدر مضاف إلى الفاعل وأن سيغلبون بالضم (يعني يغلبهم المسلمون في بضع سنين وذهب أكثر المفسرين إلى أن ملك فارس غلب ملك الروم ثم عكس الأمر فغلب ملك الروم ملك فارس يوم الحديبية والضمير عندهم للروم والإضافة إلى المفعول وسيغلبون بالفتح وذهب بعضهم إلى أن الروم غلبوا على ريف الشام ثم المسلمون غلبوهم في السنة التاسعة من نزولها وفتحوا بعض بلادهم وبناؤه على قراءة غلبت بالفتح وسيغلبون بالضم والضمير بحاله والإضافة إلى الفاعل فكل وافقوه (عليه السلام) من وجه وخالفوه من وجه آخر ولما كان هذا التأويل ينافيه ظاهرا لفظ البضع.
(قال السائل: أليس الله عز وجل يقول في بضع سنين) سائلا عن وجه صحته وذلك لأن البضع في العدد بالكسر وقد يفتح ما بين الثلث إلى التسع وقال الأخفش: ما بين الواحد إلى العشرة وقال الفراء: ما دون العشرة، وبالجملة نهايته العشرة أو ما دونها لغة وقد كان فتح المسلمين بعد نزولها أكثر منها فنبه (عليه السلام) على أن السؤال غير متوجه بعد قبوله أولا أن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم (فقال: ألم أقل لك أن لهذا تأويلا وتفسيرا) والفرق بينهما ما ذكره بعض المحققين من أن التأويل صرف الكلام عن معناه الظاهر إلى الأخفى منه والتفسير كشف معناه وإظهاره وبيان المراد منه ثم أشار إلى التأويل وتوضيحه على وجه يندفع عنه السؤال بقوله (والقرآن يا أبا عبيدة ناسخ ومنسوخ أما تسمع لقول الله عز وجل الله الأمر) أي الحكم (من قبل ومن بعد) أي قبلا وبعدا يعني أولا وآخرا يعني إليه المشيئة في القول إن شاء أخره وإن شاء قدمه بلا مانع ولا دافع فقوله أن «يوخر» بدل أو بيان للقول يعني إليه المشيئة في
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557