* الشرح:
(إني رجل من بجيلة) وهي كسفينة: حي باليمن من معد والنسبة بجلى محركة (وأنا أدين الله عز وجل) أي أطيعه (بأنكم موالي) المولى هنا الأمير والصاحب والسيد والمنعم والمعتق بالكسر لإنفاقهم علينا في الدنيا بالنعم الجسام واعتاقهم رقابنا من النار في دار المقام (فأقول له: أنا رجل من العرب ثم من بجيلة (فعلى في هذا القول) ثم حيث إني (لم أقل إني مولى لبنى هاشم) المولى هنا المحب والناصر والمعتق والمنعم بالفتح فيهما والمراد ببنى هاشم الأئمة (عليهم السلام) وكان وجه السؤال أن العرب وبجيلة كانوا مخالفين لأهل البيت عليهم السلام معاندين لهم فتوهم أن نسبته إليهم يوجب التحرب والإثم (فقال لا) أي لا اثم فيه إذا كان قلبك مقرا بالولاية مطمئنا بالإيمان وكان هذا القول لإظهار النسب كما أشار إليه بقوله (أليس هواك وقلبك منعقد (على أنك من موالينا) لو كان منعقدا على أنك منصوبا كان المعنى واضحا ولكنه مرفوع في النسخ التي رأيناها فلو جعل اسم ليس لزم خلوه من الخبر وتقديم الفاعل من حيث أنه فاعل، ويمكن أن يقال اسم ليس ضمير راجع إلى القول المذكور وهواك خبره وقلبك منعقد مبتدأ وخبر والواو للحال والمعنى أليس ذلك القول هواك ومحض إرادتك الإخبار بالنسب والحال أن قلبك منعقد على موالاتنا فقال السائل: بلى والله ذلك.
(فقال (عليه السلام): ليس عليك) أي بأس أو إثم (في أن تقول أنا من العرب) في النسب ثم أكد ذلك بقوله (إنما أنت من العرب في النسب والعطا) وداخل فيهم لو وقع النظر لهم أو الوقف عليهم مثلا (والعدد والحسب) إذا النسب وما عطف عليه لا ينقطع باختلاف المنسوب والمنسوب إليه في الدين (وأنت في الدين وما حوى الدين بما تدين الله عز وجل به من طاعتنا والأخذ به منا من موالينا ومنا وإلينا) أي من زمرتنا وملتنا أو من طينتنا وراجع إلينا في الدنيا والآخرة وأنت مبتدأ وفي الدين خبره والمراد به أصوله وبما حواه فروعه والباء في قوله بما للسببية وقوله «من موالينا» وما بعده أحوال عن فاعل العامل في الخبر أو أخبار آخر فليتأمل.
* الأصل:
396 - حدثنا ابن محبوب، عن أبي يحيى كوكب الدم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن حواري عيسى (عليه السلام) كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى (عليه السلام) للحواريين: (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله) فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله (صلى الله عليه وآله) ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان، جزاهم الله عنا خيرا وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا، ووالله لو أدنيت] أدليت ظ [إلى