أعقابهم بعد وفاتهم (ومن ينقلب على عقبيه) بعد موته بالارتداد فلن يضر الله شيئا بل يضر نفسه (وسيجزي الله الشاكرين) على نعمة الإسلام والثبات عليه وفيه وعد ووعيد (قال فقلت له انهم يفسرون على وجه آخر) وهو أنه شرط أو نهى عن ارتدادهم وشئ منهما لا يستلزم وقوعه والجواب أنه إنكار لارتدادهم وتوبيخ لهم وهو تابع لوقوعه على أن النهي عن الشيء يستلزم إمكان وقوعه في نفس الأمر وهم يزعمون أن وقوعه ممتنع بالغير لأنه تعالى حفظهم عنه ولم يتعرض له (عليه السلام) أما لظهوره أو لأن الخصم مباهت مكابر وأشار إلى الأوضح منه (فقال أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم) كاليهود والنصارى وأضرابهما أنهم (قد اختلفوا) في الدين (من بعد ما جائتهم البينات) الواضحات الفارقة بين الحق والباطل (حيث قال وآتينا عيسى ابن مريم البينات) الواضحة والمعجزات الظاهرة (وأيدناه بروح القدس) وهو جبرئيل (عليه السلام) أو ملك آخر كان معه يسدده ويحدثه (ولو شاء الله) هداية الناس جبرا ومنعهم من الضلالة قهرا (ما اقتتل الذين من بعدهم) من بعد الرسل أي ما اختلفوا (من بعد ما جائتهم البينات) لكونهم حينئذ مجبورين على قبول الدين والثبات عليه غير قادرين على الاختلاف فيه والارتداد عنه (ولكن اختلفوا) لعدم المشيئة الحتمية والإرادة والارتداد الجبرية (فمنهم من آمن) بالنبي وثبت على الإيمان (ومنهم من كفر به) وارتد عن الدين (ولو شاء الله ما اقتتلوا) قال المفسرون: هذا تأكيد للسابق (ولكن الله يفعل ما يريد) أي لا يفعل ما ذكر من الجبر على الإيمان والثبات عليه ولكن يفعل ما يريد من اقدارهم عليه وعلى ضده تحقيقا لمعنى التكلف أو من إحسان من يشاء وتوفيقه فضلا وخذلان من يشاء وتعذيبه عدلا، وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قد اختلفوا إلى آخر، ولعل موضع الاستدلال قوله (ولو شاء الله ما اقتتلوا - اه) على أن يكون المراد بضمير الجمع هذه الأمة فإنه سبحانه لما بين وقوع الاختلاف في الأمم السابقة بعد نبيهم صرف الكلام عنهم إلى بيان وقوع الاختلاف في هذه الأمة أيضا، وهذا الكلام الشريف على هذا تأسيس وهو خير من التأكيد والله يعلم.
* الأصل:
399 - عنه، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد الحرام، فرأيت مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) ساجدا فانتظرته طويلا فطال سجوده علي، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجدا فسألت مولاه متى سجد؟ فقال: من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع رأسه، ثم قال: أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال: ما هذه الأصوات المرتفعة؟ فقلت: