شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٨٠
أعقابهم بعد وفاتهم (ومن ينقلب على عقبيه) بعد موته بالارتداد فلن يضر الله شيئا بل يضر نفسه (وسيجزي الله الشاكرين) على نعمة الإسلام والثبات عليه وفيه وعد ووعيد (قال فقلت له انهم يفسرون على وجه آخر) وهو أنه شرط أو نهى عن ارتدادهم وشئ منهما لا يستلزم وقوعه والجواب أنه إنكار لارتدادهم وتوبيخ لهم وهو تابع لوقوعه على أن النهي عن الشيء يستلزم إمكان وقوعه في نفس الأمر وهم يزعمون أن وقوعه ممتنع بالغير لأنه تعالى حفظهم عنه ولم يتعرض له (عليه السلام) أما لظهوره أو لأن الخصم مباهت مكابر وأشار إلى الأوضح منه (فقال أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم) كاليهود والنصارى وأضرابهما أنهم (قد اختلفوا) في الدين (من بعد ما جائتهم البينات) الواضحات الفارقة بين الحق والباطل (حيث قال وآتينا عيسى ابن مريم البينات) الواضحة والمعجزات الظاهرة (وأيدناه بروح القدس) وهو جبرئيل (عليه السلام) أو ملك آخر كان معه يسدده ويحدثه (ولو شاء الله) هداية الناس جبرا ومنعهم من الضلالة قهرا (ما اقتتل الذين من بعدهم) من بعد الرسل أي ما اختلفوا (من بعد ما جائتهم البينات) لكونهم حينئذ مجبورين على قبول الدين والثبات عليه غير قادرين على الاختلاف فيه والارتداد عنه (ولكن اختلفوا) لعدم المشيئة الحتمية والإرادة والارتداد الجبرية (فمنهم من آمن) بالنبي وثبت على الإيمان (ومنهم من كفر به) وارتد عن الدين (ولو شاء الله ما اقتتلوا) قال المفسرون: هذا تأكيد للسابق (ولكن الله يفعل ما يريد) أي لا يفعل ما ذكر من الجبر على الإيمان والثبات عليه ولكن يفعل ما يريد من اقدارهم عليه وعلى ضده تحقيقا لمعنى التكلف أو من إحسان من يشاء وتوفيقه فضلا وخذلان من يشاء وتعذيبه عدلا، وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قد اختلفوا إلى آخر، ولعل موضع الاستدلال قوله (ولو شاء الله ما اقتتلوا - اه) على أن يكون المراد بضمير الجمع هذه الأمة فإنه سبحانه لما بين وقوع الاختلاف في الأمم السابقة بعد نبيهم صرف الكلام عنهم إلى بيان وقوع الاختلاف في هذه الأمة أيضا، وهذا الكلام الشريف على هذا تأسيس وهو خير من التأكيد والله يعلم.
* الأصل:
399 - عنه، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد الحرام، فرأيت مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) ساجدا فانتظرته طويلا فطال سجوده علي، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجدا فسألت مولاه متى سجد؟ فقال: من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع رأسه، ثم قال: أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال: ما هذه الأصوات المرتفعة؟ فقلت:
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557