شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٧
عسر) (على الكافرين غير يسير) (1) (فيقول أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور) الموصول صفة للكشف والإيضاح مع احتمال الاحتراز لأن العدل من الناس قد يجور، ولعل الغرض من هذا القول مع وضوحه في ذلك اليوم هو التصريح بأنه لا حكم فيه إلا هو والتنبيه بزهوق آلهة اتخذوها في الدنيا وقطع طمعهم عن ملجأ سواه وبه يحصل زيادة انبساط للمؤمن وزيادة اغتمام للكافر.
(اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي) القسط بالكسر: العدل، فالعطف للتأكيد والتقرير، والإضافة للدلالة على كمال المضاف، وتخصيص اليوم بالذكر مع أنه سبحانه حاكم عادل أزلا وأبدا لزيادة الاعتناء بإظهار العدل فيه ولأن آثار العدل في ذلك اليوم أظهر وأقوى من آثاره في غيره إذ ربما يخطر في قلب بعض الظلمة والفسقة انتفاء عدله في الأحكام الدنيوية لعدم علمهم بالمصالح الكلية والجزئية بخلاف الحكم الأخروي فإنه في الظهور إلى حد يعرف كل أحد أنه حق.
(ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات) ينتقل حسنات الظالم إلى المظلوم وسيئات المظلوم إلى الظالم حتى يتم الوفاء كما سيجيء. والمظلمة بكسر اللام: ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك.
(وأثيب على الهبات) فيه ترغيب في الهبة والتجاوز عن جرائم صاحبه وفيه رجاء تام لمن قصر في حقوقه تعالى.
(ولا حد عنده مظلمة) لظاهر أنه حال عن ظالم وجعله وصفا له، والواو لزيادة الارتباط والاتصال، بعيد.
(إلا مظلمة يهبها صاحبها وأثيبه عليها) أي أثيب الصاحب على الهبة.
(وآخذ له بها عند الحساب) الظاهر أن قوله «وآخذ» عطف على «يهبها» لا على أثيبه إذ لا أخذ بعد الهبة، ولعل المراد أنه لا يجوز هذه العقبة ظالم إلا إذا وهب له المظلوم أو استحق دخول الجنة بعد الأخذ منه عند الحساب وأما غيرهما فيسلك هناك مسلك النار.
(فيتعارفون ويتلازمون) أما لأنهم متقاربون في ذلك المكان فيحصل التعارف والتلازم بسهولة أو لأن التباعد في ذلك اليوم لا يمنع منهما (فلا يبقى أحد له أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها) هكذا في بعض النسخ وفي أكثرها «فلا يبقى لأحد» والظاهر أن اللام زائدة أو أن مظلمة فاعل لقوله «فلا يبقى» على سبيل التنازع بينه وبين الابتداء فليتأمل.
(إن الله تبارك وتعالى يقول أنا الوهاب) في وصف نفسه بهذه الصفة تنبيه على كمالها وترغيب للناس في اختيارها ليتصفوا بها ويتوقعوا أهبته عما قصروه في حقه.
(قال فيأمره الله عز وجل أن يطلع من الفردوس قصرا) أي يظهره من أشراف إلى انحدار من طلع الكوكب والشمس إذا ظهر، وحفافة القصر بالكسر جانبه (حتى يأخذها منه عند الحساب) فإذا بقي بعده حسنات دخل الجنة.
(أيها الخلائق استعدوا للحساب) يحتمل أن يكون من كلامه - عز وجل - في ذلك المقام وأن يكون من

(1) «يقول الكافر هذا يوم عسر» في سورة القمر: 8 و «على الكافرين غير يسير» في سورة المدثر: 10.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557