عسر) (على الكافرين غير يسير) (1) (فيقول أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور) الموصول صفة للكشف والإيضاح مع احتمال الاحتراز لأن العدل من الناس قد يجور، ولعل الغرض من هذا القول مع وضوحه في ذلك اليوم هو التصريح بأنه لا حكم فيه إلا هو والتنبيه بزهوق آلهة اتخذوها في الدنيا وقطع طمعهم عن ملجأ سواه وبه يحصل زيادة انبساط للمؤمن وزيادة اغتمام للكافر.
(اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي) القسط بالكسر: العدل، فالعطف للتأكيد والتقرير، والإضافة للدلالة على كمال المضاف، وتخصيص اليوم بالذكر مع أنه سبحانه حاكم عادل أزلا وأبدا لزيادة الاعتناء بإظهار العدل فيه ولأن آثار العدل في ذلك اليوم أظهر وأقوى من آثاره في غيره إذ ربما يخطر في قلب بعض الظلمة والفسقة انتفاء عدله في الأحكام الدنيوية لعدم علمهم بالمصالح الكلية والجزئية بخلاف الحكم الأخروي فإنه في الظهور إلى حد يعرف كل أحد أنه حق.
(ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات) ينتقل حسنات الظالم إلى المظلوم وسيئات المظلوم إلى الظالم حتى يتم الوفاء كما سيجيء. والمظلمة بكسر اللام: ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك.
(وأثيب على الهبات) فيه ترغيب في الهبة والتجاوز عن جرائم صاحبه وفيه رجاء تام لمن قصر في حقوقه تعالى.
(ولا حد عنده مظلمة) لظاهر أنه حال عن ظالم وجعله وصفا له، والواو لزيادة الارتباط والاتصال، بعيد.
(إلا مظلمة يهبها صاحبها وأثيبه عليها) أي أثيب الصاحب على الهبة.
(وآخذ له بها عند الحساب) الظاهر أن قوله «وآخذ» عطف على «يهبها» لا على أثيبه إذ لا أخذ بعد الهبة، ولعل المراد أنه لا يجوز هذه العقبة ظالم إلا إذا وهب له المظلوم أو استحق دخول الجنة بعد الأخذ منه عند الحساب وأما غيرهما فيسلك هناك مسلك النار.
(فيتعارفون ويتلازمون) أما لأنهم متقاربون في ذلك المكان فيحصل التعارف والتلازم بسهولة أو لأن التباعد في ذلك اليوم لا يمنع منهما (فلا يبقى أحد له أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها) هكذا في بعض النسخ وفي أكثرها «فلا يبقى لأحد» والظاهر أن اللام زائدة أو أن مظلمة فاعل لقوله «فلا يبقى» على سبيل التنازع بينه وبين الابتداء فليتأمل.
(إن الله تبارك وتعالى يقول أنا الوهاب) في وصف نفسه بهذه الصفة تنبيه على كمالها وترغيب للناس في اختيارها ليتصفوا بها ويتوقعوا أهبته عما قصروه في حقه.
(قال فيأمره الله عز وجل أن يطلع من الفردوس قصرا) أي يظهره من أشراف إلى انحدار من طلع الكوكب والشمس إذا ظهر، وحفافة القصر بالكسر جانبه (حتى يأخذها منه عند الحساب) فإذا بقي بعده حسنات دخل الجنة.
(أيها الخلائق استعدوا للحساب) يحتمل أن يكون من كلامه - عز وجل - في ذلك المقام وأن يكون من