شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٥
قوله (إن سالم بن أبي حفصة وأصحابه) زيدي بتري من رؤسائهم لعنه الصادق (عليه السلام) وكذبه وكفره مات سنة سبع وثلاثين ومائة في حياته (عليه السلام) (يروون عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج) يعني يقولون إنك تكذب في مطلب واحدا كثيرا وكان ذكر هذا العدد للمبالغة في كثرة الخلاف. (فقال ما يريد سالم مني أيريد أن أجي بالملائكة) ليشهدوا على أني لا أكذب.
(والله ما جاءت بهذا النبيون) لإثبات صدقهم فيما يقولون، وما رووه عني لا يقدح في لأن للكلام وجوها مختلفة، منها أن يقصد المتكلم الأخبار عن الواقع ومنها أن ينوي التقية ومنها أن ينوي التورية ومنها أن ينوي التعريض ومنها أن ينوي إصلاح ذات البين إلى غير ذلك من الوجوه التي لا يعلمها إلا العالم الكامل الماهر ولا يستعملها في مواردها إلا الفاضل البارع الماهر، ثم استشهد لذلك بقول الأنبياء فقال: (ولقد قال إبراهيم (عليه السلام) إني سقيم وما كان سقيما وما كذب) اعتذر (عليه السلام) حين دعوه للخروج معهم لعيدهم فقال إني سقيم وما كان معه سقم معروف عند الناس وما كذب لأنه ورى بهذا القول وأراد خلاف ما فهموا منه ليتخلف منهم ويخلو بأصنامهم ويكسرها كما فعل. وفي تقدير توريته وجوه فقيل: يعني أنه سقيم بحسب القابلية والاستعداد لأن الإنسان معرض للسقم، فورى بهذا اللفظ هذا المعنى المحتمل، وقيل: سقيم لما قدر له من الموت وما يتبعه من مشاهدة أحوال الأخيرة، وقيل: سقيم القلب بما شاهد من كفرهم وترك عبادة الخالق والاشتغال بعبادة الأصنام، وقيل: كانت الحمى تأخذه عند طلوع نجم معلوم، فلما رآه اعتذر بعادته وهو معنى قوله تعالى (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) وقيل: عرض بسقم حجته عليهم وضعف ما أراد بيانه لهم من جهة النجوم التي كانوا يشتغلون بها ويعتقدون أنها تضر وتنفع، ولهذا كرر نظره في ذلك، ويحتمل أن يراد به سقم قلبه خوفا من أن لا تؤثر حجته في قلوبهم كما قال سبحانه (فأوجس في نفسه خيفة موسى) وأن يراد به ما طرأ عليه بإرادة كسر آلهتهم من الخوف في مآل أمره، والأصوب أن يراد به سوء حاله وانكسار قلبه لما رأى من ملاحظة النجوم ما يرد على الحسين (عليه السلام) من المصائب والبلايا، روى ذلك على ابن محمد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) قال: حسب فرأى ما يحل بالحسين (عليه السلام) فقال إني سقيم لما يحل بالحسين (عليه السلام). (ولقد قال إبراهيم (عليه السلام) بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب) ظن الجاهلون أنه (عليه السلام) كذب وما كذب لأنه لما كسر الأصنام ترك كبيرهم لينسب إليه كسرها ليقطعهم بالحجة فلما رجعوا من عيدهم وجدوها مكسورة فقالوا (من فعل هذا بآلهتنا) فقال بعضهم (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) والمراد بذكره قوله (تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) فلما أحضروه قالوا (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557