شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٠
الجنة هم الفائزون) وأجيب بأنه قد نص هنا على تعينه بقوله بعد «الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا» لأنه من تمام ما نزل، وقد يجاب بأن الآية وحدها كافية في بيان أن الجهاد أفضل من دون نظر إلى ما بعدها لأنها خرجت مخرج إنكارا أن يكون كل واحد من الأمرين أفضل من الجهاد وقد بقيت المساواة بين أحدهما والجهاد فيتعين أن يكون الجهاد أفضل ولا يمكن أن يدعى أن السقاية أو العمارة أفضل لأنه المنكر.
* الأصل:
246 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: «وآذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه» قال: نزلت في أبى الفصيل إنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنده ساحرا فكان إذا مسة الضر - يعني السقم - دعا ربه منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يقول «ثم إذا خوله نعمة منه» يعني العافية - نسي ما كان يدعو إليه من قبل يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه ساحر ولذلك قال الله عز وجل: (قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) يعني أمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله).
قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) ثم عطف القول من الله عز وجل في علي (عليه السلام) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال: «أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون (أن محمدا رسول الله) والذين لا يعلمون (أن محمدا رسول الله وأنه ساحر كذاب) إنما يتذكر اولوا الألباب» ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا تأويله يا عمار.
* الشرح:
قوله: (نزلت في أبي الفصيل. انتهى) كناية عن فلان باعتبار معناه الإضافي والفصيل هو البكر وهم ولد الناقة إذا فصل عن أمه وهذا كغيره من الروايات المعتبرة صريح في أنه كان منافقا لم يؤمن بالرسول مع العلم بأنه رسول وفي ارتداده مرة بعد أخرى بدليل توبته عند مس الضر ورجوعه عنها بعد التحويل وإعطاء الصحة والإمرة بالكسر: الإمارة اسم من أمر علينا مثلثة إذا ولى (ثم عطف القول من الله عز وجل في علي (عليه السلام) يخبر بحاله وفضله علما وعملا عند الله تعالى فقال أمن هو قانت) أي قايم بوضايف الطاعات من القراءة والصلاة والدعاء والخشوع كمن هو ليس بقانت ففيه حذف كما قيل، والمقصود نفي المساواة بينهم وإثبات الفضل للأول (آناء الليل): أي ساعاته خصها بالذكر مع أن للعبادة في كل وقت فضلا لوجوه منها فراغ القلب فيه والعبادة معه أفضل، ومنها أن الليل وقت النوم والاستراحة فتكون العبادة فيه أشق وأفضل، ومنها أن العبادة فيها أقرب من الخلوص وأبعد
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557