من الرياء فتكون أفضل، ومنها أنه ساعة الغفلة فتكون العبادة والذكر فيه أفضل (ساجدا وقائما) حال عن فاعل قانت وتقديم السجود للاهتمام به لكونه أرفع منازل العارفين (يحذر الآخرة): أي أهوالها وعذابها (ويرجو رحمة ربه) استيناف للتعليل كأنه قيل ما سبب قنوته وقيامه وسجوده فأجيب ببيان سببها أو في موضع النصب على الحال ولعل النكتة في إيراد بعض الأحوال جملة وبعضها مفردة هي التنبيه على استمرار الحذر والرجاء ووجود كل واحد منهما في زمان وجود الآخر بخلاف السجود والقيام وإنما آثر الحذر على الخوف مع أن الخوف في مقابل الرجاء لأن الحذر أبلغ من الخوف إذ هو خوف مع الاحتراز (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) يعني أن عليا (عليه السلام) لكونه قانتا بالأوصاف المذكورة وعالما بأن محمدا رسول الله ليس مثل أبي الفصيل وهو لا يقنت ولا يعلم أن محمدا رسول الله ويعتقد أنه ساحر كذاب فقوله (وأنه ساحر كذاب) عطف على لا يعلمون بتقدير فعل. (إنما يتذكر أولوا الألباب) أي لا يتذكر التفاوت بين العالم والجاهل وبين القانت وغيره ولا يعرفه إلا ذوو العقول الصحيحة عن غواشي الأوهام لأنهم القادرون على التمييز بين الحق والباطل دون غيرهم وروي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال في تفسير هذه الآية: «نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب» (ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) هذا تأويله يا عمار) التأويل متعلق ببطون الآية بالغا ما بلغ وقد يكون للآية معاني كثيرة ظاهرة وباطنة كلها مراد ولا يعلمها إلا أهل العصمة (عليهم السلام).
* الأصل:
247 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: تلوت عند أبي عبد الله (عليه السلام) «ذوا عدل منكم»، فقال: «ذو عدل منكم» هذا مما أخطأت فيه الكتاب.
* الشرح:
قوله: (تلوت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذوا عدل منكم) قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتل منكم (متعمدا) فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) إذ كما أن في التقويم المحتاج إلى النظر والاجتهاد لابد من متعدد كذلك في الحكم بالجزاء المماثل المحتاج إليهما لابد من متعدد لأن الأنواع تتشابه في الخلقة والصورة كثيرا فقال: ذوا عدل منكم أشار إلى أن المنزل ذو عدل بالافراد والمراد به الإمام (عليه السلام) وقد نقلت القراءة به أيضا قال القاضي وقرئ ذو عدل على إرادة الجنس أو الإمام.
* الأصل:
248 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رجل، عن