بعض الروايات من ذمها وذم أهلها وهو متمسك من قال: لا يحل النظر فيها محمول على أنه علم لا يدرك كله فيظن أهله أن الحكم مترتب على المدرك، وأنه مستقل فيه والحال أنه مترتب على مجموع المدرك وغير المدرك أو أن غير المدرك مانع منه وهذا جهل، ولهذا يتخلف الحكم في كثير من المواضع أو على أن ذلك إذا اعتقد أن الآثار الفلكية علة مستقلة على ما يترتب عليها وأما إذا اعتقد أن ذلك من الفاعل الحقيقي عند تلك الآثار فلا تضر أو على أنها ليست من العلوم الدينية المطلوبة للشارع النافعة في الآخرة فصرف الفكر في تحصيله المانع من صرفه في تحصيل تلك العلوم موجب لذمها (ثم قال: إنكم تنظرون في شيء منها كثيرة لا يدرك) لأن عقول البشر إلا المؤيد من عند الله تعالى قاصر عن الوصول إليه.
(وقليلة) الذي يدرك لا ينتفع به) ولا يمكن القطع بترتب الحكم عليه لاحتمال أن يكون له ضد أقوى منه يقتضي نقيض ذلك الحكم أو يكون ذلك المدرك جزء سبب لذلك الحكم أو يكون هناك مانع من التأثير (تحسبون على طالع القمر) ونظراته مع السيارات بالتربيع والتثليث والمقابلة مثلا وتغفلون عن النسب الكثيرة الواقعة في نفس الأمر الدالة على أحكام كثيرة (ثم قال: أتدري كم بين المشترى والزهرة من دقيقة؟ انتهى) الظاهر أنه أراد بهذه النسب المذكورة النسب الواقعة عند السؤال، وإلا فالظاهر أنها قد تزيد وتنقص وتنتفي بحسب التفاوت في القرب والبعد والاجتماع وأن الاحكام تختلف باختلافها (ثم قال: يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل) أي عده من باب نصر ووقع عليه من جميع جوانبة وأحاطه به علمه (عرف القصبة التي وسط الأجمة. انتهى) الأجمة محركة: الشجر الكثير الملتف والجمع أجم بالضم وبضمتين وبالتحريك وآجام وأجام واجمات، والمراد بالرجل العالم الماهر بعلم النجوم المحيط علمه بحقايقها فإنه عرف النسب المخصوصة والمناسبة بينهما وحسب بالحساب المعلوم عنده ينتقل ذهنه اللطيف منها إلى ما في اللوح المحفوظ من صور الكائنات وترتيبها ومواضعها وعددها وكيفيتها وسائر أحوالها المثبتة فيه حتى لا يخفى عليه ما في وسط الأجمة من القصبة إلى آخره ولا يبعد أن يكون بناء ما ذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) من أنه كان عالما بما في الشرق والغرب وعدد الرمال ومدر الأرض على هذا الحساب لأن المبادي والمقدمات والنسب والحساب المتعلق بها مع المطالب وهي ما في اللوح من العلوم كانت في نفسه القدسية معا والله يعلم.
* الأصل:
234 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: أخبرنا النضر بن قرواش الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجمال يكون بها الجرب أعزلها من إبلي مخافة أن يعديها جربها والدابة ربما صفرت لها حتى تشرب الماء فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن