شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٧
بعض الروايات من ذمها وذم أهلها وهو متمسك من قال: لا يحل النظر فيها محمول على أنه علم لا يدرك كله فيظن أهله أن الحكم مترتب على المدرك، وأنه مستقل فيه والحال أنه مترتب على مجموع المدرك وغير المدرك أو أن غير المدرك مانع منه وهذا جهل، ولهذا يتخلف الحكم في كثير من المواضع أو على أن ذلك إذا اعتقد أن الآثار الفلكية علة مستقلة على ما يترتب عليها وأما إذا اعتقد أن ذلك من الفاعل الحقيقي عند تلك الآثار فلا تضر أو على أنها ليست من العلوم الدينية المطلوبة للشارع النافعة في الآخرة فصرف الفكر في تحصيله المانع من صرفه في تحصيل تلك العلوم موجب لذمها (ثم قال: إنكم تنظرون في شيء منها كثيرة لا يدرك) لأن عقول البشر إلا المؤيد من عند الله تعالى قاصر عن الوصول إليه.
(وقليلة) الذي يدرك لا ينتفع به) ولا يمكن القطع بترتب الحكم عليه لاحتمال أن يكون له ضد أقوى منه يقتضي نقيض ذلك الحكم أو يكون ذلك المدرك جزء سبب لذلك الحكم أو يكون هناك مانع من التأثير (تحسبون على طالع القمر) ونظراته مع السيارات بالتربيع والتثليث والمقابلة مثلا وتغفلون عن النسب الكثيرة الواقعة في نفس الأمر الدالة على أحكام كثيرة (ثم قال: أتدري كم بين المشترى والزهرة من دقيقة؟ انتهى) الظاهر أنه أراد بهذه النسب المذكورة النسب الواقعة عند السؤال، وإلا فالظاهر أنها قد تزيد وتنقص وتنتفي بحسب التفاوت في القرب والبعد والاجتماع وأن الاحكام تختلف باختلافها (ثم قال: يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل) أي عده من باب نصر ووقع عليه من جميع جوانبة وأحاطه به علمه (عرف القصبة التي وسط الأجمة. انتهى) الأجمة محركة: الشجر الكثير الملتف والجمع أجم بالضم وبضمتين وبالتحريك وآجام وأجام واجمات، والمراد بالرجل العالم الماهر بعلم النجوم المحيط علمه بحقايقها فإنه عرف النسب المخصوصة والمناسبة بينهما وحسب بالحساب المعلوم عنده ينتقل ذهنه اللطيف منها إلى ما في اللوح المحفوظ من صور الكائنات وترتيبها ومواضعها وعددها وكيفيتها وسائر أحوالها المثبتة فيه حتى لا يخفى عليه ما في وسط الأجمة من القصبة إلى آخره ولا يبعد أن يكون بناء ما ذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) من أنه كان عالما بما في الشرق والغرب وعدد الرمال ومدر الأرض على هذا الحساب لأن المبادي والمقدمات والنسب والحساب المتعلق بها مع المطالب وهي ما في اللوح من العلوم كانت في نفسه القدسية معا والله يعلم.
* الأصل:
234 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: أخبرنا النضر بن قرواش الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجمال يكون بها الجرب أعزلها من إبلي مخافة أن يعديها جربها والدابة ربما صفرت لها حتى تشرب الماء فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557