شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٠
نصبه على المفعولية بتقدير جعل عطفا على قوله وانتدبه وفي الكلام مكنية وتخييلية (ابتعثه على حين فترة من الرسل) استيناف أو حال والابتعاث الإرسال والفترة ما بين الرسولين من الزمان الذي انقطع فيه الوحي والرسالة وفشا الجهل والجور والهرج والقساوة وفيه وفيما بعده تحريك إلى معرفة قدر نعمة البعثة وإلى الشكر عليها والانقياد لها (وهدأة من العلم): أي سكون من العلم الشرعي وزواله عن الخلق حتى صاروا سايرين في تيه الجهالة وبيداء الضلالة لا يهتدون إلى الحق دليلا ولا إلى الخير سبيلا (واختلاف من الملل الباطلة) حيث عدلوا كلهم عن الحق والعرفان واخترعوا مذاهب باطلة وعبدوا الأصنام والنيران وأعرضوا عن الكتاب والتوحيد والإيمان فصاروا تائهين حايرين متمسكين بذيل آثار الجهل وقوانين الجور، كافرين.
(وضلال عن الحق) الضلال: مصدر، تقول: ضل الرجل عن الحق ضلالا وضلالة إذا زل عنه فلم يهتد إليه فهو ضال والمراد بالحق: إما الله تعالى أو ضد الباطل أو الأعم منهما (وجهالة بالرب) وعدم العلم به وبصفاته الذاتية والفعلية ولزوم الطاعة أو الانقياد له (وكفر بالبعث والوعد) لأن أكثرهم كانوا منكرين لذلك كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم بقوله (قالوا من يحيي العظام وهي رميم) وبعضهم وإن قالوا به كأهل الكتاب إلا أنهم لما حرفوا كتابهم ولم يعملوا بما فيه ومالوا إلى آرائهم الزائلة وأهوائهم الباطلة كانوا في حكم المنكرين الكافرين (أرسله إلى الناس أجمعين) أكد لدفع توهم تحصيصهم ببعض الأصناف دون بعض وخصهم بالذكر للاهتمام بهم وبهدايتهم أو المراد بهم من جميع من أرسل إليهم على سبيل التغليب (رحمة للعالمين) ذكروا في تفسيرها وجوها، الأول: أنه الهادي إلى الله والقائد إلى رضوانه، الثاني: أن تكاليفه أسهل من تكاليف ساير الأنبياء، الثالث: أنه تعالى يعفو عن أمته بسبب شفاعته، الرابع: أنه رحم كثيرا من أعدائه ببذل الأمان لهم وقبول الجزية منهم ولم يكن ذلك قبله، الخامس: أنه سأل الله تعالى أن يرفع عن أمته بعده عذاب الاستيصال رحمة (بكتاب كريم) الباء للمصاحبة بمعنى مع والكريم العزيز والنفيس ويوصف به كل ذي قدر وشرف لبيان عظمة قدرته وشرفه (قد فضله) على سائر الكتب بالفصاحة والبلاغة واشتماله على الأحكام والدقائق والأسرار والخواص والحقائق وكل ما كان وما يكون وما هو كاين إلى يوم القيامة (وفصله وبينه وأوضحه وأعزه)، أي فصل القرآن بأن جعل بعضه في الواجبات وبعضه في المحرمات وبعضه في المندوبات وبعضه في المكروهات وبعضه في العقوبات وبعضه في المباحات وبعضه في الأخلاق والآداب وبعضه في المواعظ والنصائح وبعضه في أحوال الجنة وداخليها وبعضه في أحوال النار وساكنيها إلى غير ذلك وبين كل ذلك وأوضحه بحيث لا يشبه شيء منها بالاخر وأعزه أي جعله عزيزا لم يوجد مثله ولا يوجد أقواه بحيث لا يغلبه شيء من الكتاب ولا يقهره كامل من الخطاب.
(وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه): أي لا يتطرق الباطل إلى ما فيه من الأخبار الماضية والآتية لأنه حق أو من جهة الكتب الماضية والآتية أما
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557