شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢١٩
عظيما لا يصل إليه أفهام الحامدين كما لا يصل إلى عظمة جلاله عقول العارفين ويثيبه عليه (ويملأ قدر آلائه وكبريائه) أي يساويها في الكثرة والعظمة وهذا من باب الكناية لأن الملأ يستلزم التساوي بين الظرف والمظروف (الذي كان في أوليته متقادما) أريد بأوليته سيق وجوده وجود الموجودات كلها، وبقدمه: عدم كون وجوده حادثة مسبوقا بالعدم، وأشار بلفظ التقادم إلى أن ليس المراد بالقدم طول الزمان بناء على أن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني وأن الفعل بين الاثنين على وجه الغلبة وإن لم يكن هنا بين اثنين يوجب وقوعه على وجه الكمال وتلك الزيادة والكمال يدلان على أن المراد هو الأولية المنافية للحدوث (وفي ديمومية متسيطر): أي متسلطا على جميع ما سواه فلا يجري عليه الزوال والفناء وإلا كان الزوال أو غيره متسلطا عليه، هذا خلف أو متعهدا لبقائه أبدا ولأمور الخلائق، أو رقيبا حفيظا عليهم، والأولان أنسب لدلالتهما على ديموميته المنافية لانقطاع وجوده وطريان العدم عليه كما أن في السابق دلالة على أزلية المنافية للحدوث.
(خضع الخلائق بوحدانيته وربوبيته وقديم أزليته) أن ذل واستكان له جميع الخلائق بسبب أوصافه الثلاثة أما الوحدانية والأزلية القديمة فلأن الشركة والحدوث يقتضيان عدم خضوع الجميع له بل خضوعه لغيره في الجملة، وأما الربوبية فلأن مالكية الجميع وإيجادهم وتربيتهم من حد النقص إلى حد الكمال اللائق بالكل وضع كل في مرتبته ويقتضي خضوع الكل له (ودانوا الدوام أبديته) أي تعبدوا بأحكامه وشرائعه وآدابه وأوامره ونواهيه لدوام أبديته الباعث على العبادة له الموجب لاستحقاقه لها لأن غير الدائم الأبدي لا يستحق العبادة ولا يقدر على الوفاء بما وعد به بعد الفناء.
(وارتضاه لخلقه): أي اختاره لهم لأنه نور يهديهم إلى منافعهم الدنيوية والأخروية نقول رضيت الشيء ورضيت به وارتضيته إذا اخترته (وانتدبه لعظيم أمره) الظاهر أن اللام بمعنى إلى تقول ندبته إلى الأمر ندبا من باب قتل وانتدبته إليه إذا دعوته فانتدب يستعمل لازما ومتعديا، ولعل المراد بالأمر العظيم المندوب إليه تبليغ الرسالة والصبر على أذى الأمة أو الأعم منهما ومن تحمل الصبر على الإتيان بالعبادات (ولضياء معالم دينه) ضياء «روشنى» وهو اسم من أضاء القمر إضاءة: أنار وأشرق، والمراد بمعالم الدين: مواضع علومه وهي القوانين الشرعية الجارية إلى يوم القيامة المضيئة في قلوب أهل العلم (ومناهج سبيله) الإضافة بيانية، والمناهج: جمع منهج وهو طريقته الواضحة المؤدية للسالكين بأيسر سعى إلى رضوانه (ومفتاح وحيه) لعل التركيب من قبيل لجين الماء أي دعاه إلى وحيه الذي كالمفتاح في فتح أبواب العلوم الربانية والأسرار الإلهية وسببا لباب رحمته السبب في الأصل: الحبل: وهو ما يتوسل به للاستعلاء ثم استعير لكل شيء يتوسل به إلى أمر من الأمور وهو (صلى الله عليه وآله) سبب يتوسل به للوصول إلى رحمته تعالى والظاهر أن
(٢١٩)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الصبر (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557