وعاقبته آخره، والتدبر فيه النظر في آخره. وهذا اللفط وجيز جامع في النصيحة. وإن من فعل أمرا بالتدبر فيه لا يتوجه إليه عقوبة ولوم في الدنيا والآخرة.
* الأصل:
131 - وبهذا الإسناد أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ارحموا عزيرا ذل وغنيا افتقر وعالما ضاع في زمان جهال.
* الشرح:
قوله (ارحموا عزيزا ذل وغنيا افتقر وعالما ضاع في زمان جهال) رحمته رحما بضم الراء ورحمتة ومرحمة إذا رققت له وحننت عليه وعطفت عليه وانما أمر برحمة هؤلاء لأن كل واحد فقد نعمة جليلة ودخل في صعوبة شديدة وبلية عظيمة فهو محل الترحم، وفيه ترغيب في رعايتهم وجبر أحوالهم.
* الأصل:
132 - وبهذا الإسناد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأصحابه يوما: لا تطعنوا في عيوب من أقبل إليكم بمودتة ولا توقفوه على سيئة يخضع لها فإنها ليست من أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا من أخلاق أوليائه.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام) إن خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال، فان المال يذهب والأدب يبقى، قال مسعدة: يعنى بالأدب العلم.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أجلت في عمرك يومين فاجعل أحدهما لأدبك لتستعين به على يوم موتك، فقيل له: وما تلك الاستعانة؟ قال: تحسن تدبير ما تخلف وتحكمه. قال: وكتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الرجل: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن المنافق لا يرغب فيما قد سعد به المؤمنون، والسعيد يتعظ بموعظة التقوى وإن كان يراد بالموعظة غيره.
* الشرح:
قوله (لاتطعنوا في عيوب من أقبل إليكم بمودته) طعن فيه وعليه بالقول: من باب قتل، ومن باب منع لغة: دخل فيه وعتب وعير أي لا تدخلوا في عيوب الناس وأعراضهم ولا تعيروهم بها ولا تفشوها، خصوصا من أقبل إليكم وأظهر مودته وأخلص لكم محبته وصداقته فإن الطعن في عيوبه يوجب العداوة وزوال المودة وانقطاع المحبة وتبدد النظام والبقاء بلا صديق وفي كل ذلك فساد عظيم ولأن تعييره بالعيب تعيير على الله تعالى وإلقاء المجبنة عليه، ولا فرق في العيوب بين أن تكون خلقية أو خلقية متعلقة بالأخلاق مثل الجهل والحقد والحسد بالغير ونحوها، أو عملية متعلقة بأعمال الجوارح، نعم لابد في الأخيرتين من النصح والموعظة الحسنة كناية أو