والتدليسات وغير ذلك مما لا يحصى من طرق وساوسه كما يأتي قاطع الطريق القافلة من هذه الجهات، وعن ابن عباس من بين أيديهم من قبل الآخرة ومن خلفهم من قبل الدنيا، أو عن أيمانهم وعن شمائلهم من قبل الحسنات والسيئات، وقيل: لم يقل من فوقهم لأن الرحمة تنزل منه ولم يقل من تحتهم لأن الإتيان منه يوحش، والحق أنه لم يقلهما جريا على المعتاد من إتيان العدو على عدوه.
(فقال أبو جعفر عليه السلام يا زرارة إنما صمد لك ولأصحابك) يعني أن اللعين قصد بذلك الشيعة ويؤيده قعوده على الصراط المستقيم والمخالفون خارجون عنهم فلا يكون قعوده لهم (فأما الآخرون فقد فرغ منهم) لأنه أخرجهم عن الدين فلا يبالي بأعمالهم التي تصير في الآخرة هباء منثورا.
* الأصل:
119 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر ابن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله (عليه السلام) ليودعه فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أما والله إنكم لعلى الحق وإن من خالفكم لعلى غير الحق، والله ما أشك لكم في الجنة وإني لأرجو أن يقر الله لأعينكم عن قريب.
* الشرح:
قوله (وإني لأرجو أن يقر الله بأعينكم إلى قريب) أي يبرد الله دمعة أعينكم وهو كناية عن الفرح والسرور لأن دمعتهما باردة، ولعل المراد به ظهور الصاحب أو ظهور منازلهم في الجنة عند الاحتضار.
* الأصل:
120 - يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: قلت: جعلت فداك أرأيت: الراد علي هذا الأمر فهو كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى الله تبارك وتعالى، يا أبا محمد إن الميت] منكم [على هذا الأمر شهيد، قال:
قلت: وإن مات على فراشه؟ قال: أي والله وإن مات على فراشه حي عند ربه يرزق.
* الشرح:
قوله (يا أبا محمد إن الميت منكم على هذا الأمر شهيد) أي مشهود له بالجنة وهو أحد الوجوه في تسمية الشهيد شهيدا، أو المراد أن له ثواب الشهداء وهذا هو الأظهر بالنظر إلى قوله (وإن مات على فراشه) وإلى قوله (حي عند ربه يرزق) فإنه إشارة إلى قوله تعالى (ولا تحسبن