* الشرح:
قوله (قاله أبو جعفر (عليه السلام): يا ابن مسلم الناس أهل رياء غيركم وذلك أنكم أخفيتم ما يحب الله وأظهرتم ما يحب الناس، والناس أظهروا ما يسخط الله عز وجل وأخفو ما يحب الله) أشار (عليه السلام) بذلك إلى حقيقة الإيمان والنفاق وأن الإيمان أمر قلبي هو الإيقان بالله وبرسوله والولاية وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله، وأن التقية دين الله.
فإن قلت: نحن أخفينا ما يحب الله وأظهرنا ما يحب الناس وهو ما يكرهه الله ويسخط وهم أيضا أخفوا ما يحب الله وأظهروا ما يسخطه، فما الفرق بينا وبينهم وبين الإخفائين وبين الإظهارين؟.
قلت الفرق بين الإخفائين أن إخفاء الإيمان أعم من وجوده وعدمه بناء على أن السلب قد يكون باعتبار وجود الموضوع وقد يكون باعتبار عدمه، فإخفاؤه باعتبار وجود الايمان وإخفاؤهم باعتبار عدمه وبين الإظهارين أنا أظهرنا ما يحب الناس ويحبه الله أيضا لأنه وقع تقية والتقية دين الله أحبها لدفع الشدائد عن عباده، وهم أظهروا ما يسخط الله ظاهرا وفي نفس الأمر، والله أعلم.
(يا ابن مسلم إن الله تبارك وتعالى رأف بكم فجعل المتعة عوضا لكم من الأسرية) كأن الياء للنسبة إلى الأسير والتاء باعتبار تأنيث الموصوف وهي الأمة كالأثرية والحنفية في النسبة إلى الأثير والحنيف يعني أنه تعالى لما علم أن السرية والأمة في دولة الباطل في يد أهله وأن ليس لكم القدرة على شرائها وحفظها وإنفاقها جعل لكم المتعة عوضا منها وهي أسهل. وقيل: الأسرية جمع للسرية وهي الأمة المستورة، وهذا الجمع وإن لم يثبت لغة لأن الأسرية جمع سري كغني وهو نهر صغير يجري إلى النخل لكن كلام المعصوم هو الأصل انتهى. وفي بعض النسخ «الأشربة» بالشين المعجمة والمراد بها الأشربة المحرمة التي تستحله العامة كالنبيذ والفقاع ونحو هما وفيه تنفير عنها و ترغيب في المتعة.
* الأصل:
134 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن معمر بن خلاد قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السلام):
قال لي المأمون: يا أبا الحسن لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد فسدت علينا، قال: قلت له: يا أمير المؤمنين إن وفيت لي وفيت لك إنما دخلت في هذا الأمر الذي دخلت فيه على أن لا آمر ولا أنهى ولا اولي ولا أعزل وما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز مني وما كان بها أحد منهم يسألني حاجة يمكنني قضاؤها له إلا قضيتها له، قال: فقال لي: أفي ذلك.
* الشرح:
قوله (قال لي المأمون يا أبا الحسن لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد