شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٥٠
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين) لأن هذه الفضيلة مختصة بالشهداء والأحاديث على ذلك كثيرة، منها ما سيأتي، ومنها قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم] يعني الجهاد [فإن من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا وقع أجره على الله واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله وقامت البينة مقام إسلاله لسيفه» قال بعض المحققين: هذا بيان لحكمهم في زمان عدم قيام إمام الحق لطلب الأمر وتنبيه لهم على ثمرة الصبر وهو ان من مات منهم على معرفة الحقوق المذكورة والاعتراف بها وقصد الاقتداء بأئمة الحق لحق بدرجة الشهداء ووقع أجره على الله بذلك واستحق الثواب منه على ما أتى به من الأعمال والصبر على المكاره من الأعداء وقامت نيته أنه من أنصار الإمام لو قام لطلب الأمر وأنه معينه مقام تجرده بسيفه معه في استحقاق الأجر.
* الأصل:
121 - يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن حبيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أما والله ما أحد من الناس أحب إلي منكم وإن الناس سلكوا سبلا شتى فمنهم من أخذ برأيه ومنهم من اتبع هواه ومنهم من اتبع الرواية إنكم أخذتم بأمر له أصل فعليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم في مساجدهم للصلاة أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره.
* الشرح:
قوله (أما والله ما أحد من الناس أحب إلي منكم) أراد به ما يفهم عرفا وهو حصر محبته على الشيعة لا أن محبتهم زائدة على محبة غيرهم.
(وإن الناس) وهم المخالفون (سلكوا سبلا شتى) أي مشتتة متفرقة لأن طرق الضلالة متكثرة (فمنهم من أخذ برأيه ومنهم من اتبع هواه ومنهم من اتبع الرواية) الرأي: العقل والتدبير أي أخذ أمور دينه بعقله وتدبيره وظنه وتقديره حتى كأنه واضع لها، والهوى بالقصر: مصدر هويته من باب علم إذا أحببته وعلقت به ثم أطلق على ميل النفس إلى الشيء مطلقا، ثم استعمل في ميل مذموم فيقال فلان اتبع هواه وهو من أهل الأهواء أي اتبع مخاطرات نفسه الأمارة بالسوء كالقياس ونحوه مما ليس دليلا على الحكم الشرعي ويجعله دليلا عليه وبذلك يحلل حراما ويحرم حلالا فيخترع دينا آخر. والمراد بالرواية الرواية المنقولة عن أهل الفسق والجور كأبي هريرة وأضرابه.
(وإنكم أخذتم بأمر له أصل) لعل المراد بالأمر الدين وبالأصل الإمام المنصوب من قبل الله تعالى وقبل رسوله ويمكن أن يراد بالأمر ولاية الأئمة عليهم السلام وبالأصل النص بها (فعليكم بالورع) عن المحرمات (والاجتهاد) في الطاعات وفيه
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557