شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٨٥
عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا) يعني الولاية، من دخل في الولاية، دخل في بيت الأنبياء (عليهم السلام)، وقوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) يعني الأئمة (عليهم السلام) وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله (رب اغفر لي) طلب مغفرته مع عصمته إما لفتراته وغفلاته أو لاشتغاله ببعض المباحات المانعة من العروج إلى أعلى المقامات أو لعدم إيقاعه بعض الطاعات على أفضل الحالات. أو لتأثر نفسه النورانية ببعض الكدورات عند التنزل من مقام كمال القرب لنصح العباد، والمعصوم يعد كل ذلك ذنبا ويستغفر منه. ههنا زيادة تفصيل يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
قوله ((ولمن دخل بيتي مؤمنا) يعني الولاية) البيت المنزل والعيال والشرف والمراد به هنا الولاية على سبيل الكناية لأن الدخول في الولاية مستلزم للدخول في بيت الأنبياء بالمعاني المذكورة وكذا العكس، فأطلق الملزوم واريد اللازم مع ما فيه من الإيماء إلى أن الداخل في الولاية يصح أن يقال له أهل بيت الأنبياء، توسعا.
قوله (يعني الأئمة) يريد أن الخطاب لهم وحدهم لا لهم وللنساء من باب التغليب كما زعمه بعض النواصب، وقد ذكرنا سابقا أن في رواياتهم أيضا دلالة صريحة على ذلك وأن عدم العصمة فيهن وانتفاء حقيقة الرجس من كل وجه عنهن مانعان من دخولهن في الخطاب، وأن اختصاص الخطاب فيما قبل هذه الآية وما بعدها بهن لا يقتضي دخولهن فيها على أن أحدا لم يقل أن هذه الآية نزلت مع ما قبلها وما بعدها دفعة واحدة وإنما وضعوها كذلك عند الجمع والتأليف وأمثال ذلك في القرآن كثيرة وقد مر مثل ذلك، ولو ثبت نزول الجميع دفعة ففي اختصاص الخطاب في هذه الآية بالأئمة وفيما قبلها أو ما بعدها بالنساء فائدة لطيفة هي أن الله تعالى لما أراد أن يختص الأئمة بهذا الوصف الجميل وعلم أن بعض النساء يظلمهم خاطبهن ووعظهن بالوعد والوعيد سابقا ولاحقا في موافقتهم ومخالفتهم.
ومما يؤيد ذلك ما رواه علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد عن حريز قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) قال:
الفاحشة الخروج بالسيف.
وقال: حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417