شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٨٠
امرتم به (فان الله كان بما تعملون خبيرا) وفي قوله: (فلنذيقن الذين كفروا (بتركهم ولاية أمير المؤمنين) عذابا شديدا (في الدنيا) ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون).
* الشرح:
قوله (يا معشر المكذبين) أي فستعلمون عند الموت أو بعده يا معشر المكذبين لرسالتي من أجل أني أنبأكم رسالة ربي في ولاية علي والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين منا أو منكم؟
وهم نسبوا الضلالة إليه (صلى الله عليه وآله) من أجل تبليغ الولاية مرارا وقالوا: إنما يقول ذلك من قبله حبا لتحقق الرئاسة في أهل بيته وفيه دلالة على أنهم لم يؤمنوا بالله وبرسوله أصلا.
قوله (كذا أنزلت) لا يدل هذا على أن ما ذكره (عليه السلام) قرآن لأن ما أنزل إليه (صلى الله عليه وآله) عند الوحي يجوز أن يكون بعضه قرانا وبعضه تأويلا وتفسيرا، وقد أشار صاحب الطرائف إلى هذا حيث قال روى الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنى - وذكر حديثا طويلا إلى أن قال: ثم نزل (فاستمسك بالذي أوحى إليك) في أمر علي (إنك على صراط مستقيم) وإن عليا (عليه السلام) (لعلم للساعة وذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) عن علي بن أبي طالب هذا آخر الحديث، وكان اللفظ المذكور المنزل في ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله) بعضه قرآنا وبعضه تأويلا. انتهى كلامه بعبارته.
قوله (فقال أن تلووا الأمر) لواه أي أماله وصرفه من جانب إلى جانب، وقد يجعل كناية عن التأخر والتخلف يعني أن تصرفوا أمر الخلافة من موضعها وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أو تعرضوا عما امرتم به من ولايته وتخلفتم عنه فإن الله كان بما تعملون خبيرا فيعاقبكم بذلك.
قوله (فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) عذابا شديدا في الدنيا) بالنوايب والمصائب والقتل والأسر سيما بيد الصاحب، ولنجزينهم في الآخرة أسوء الذي كانوا يعملون أي بأقبح الجزاء على أقبح أعمالهم وهو ترك الولاية، ذلك أي الأسوء الأقبح جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد أي دار الإقامة أبدا جزاء بما كانوا بآياتنا وهو علي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) يجحدون.
وقال الذين كفروا بولاية علي (عليه السلام) واتبعوا أئمة الجور حين دخلوا في النار وذاقوا حر عذابها ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس أي الشيطان والإنسان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ثم صرف الكلام إلى وصف شيعة علي (عليه السلام) وقال: إن الذين قالوا ربنا الله اقرارا بالتوحيد والربوبية ثم استقاموا على الولاية تتنزل عليهم الملائكة ألا لا تخافوا ولا تحزنوا إلى آخر ما ذكر سابقا.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417