امرتم به (فان الله كان بما تعملون خبيرا) وفي قوله: (فلنذيقن الذين كفروا (بتركهم ولاية أمير المؤمنين) عذابا شديدا (في الدنيا) ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون).
* الشرح:
قوله (يا معشر المكذبين) أي فستعلمون عند الموت أو بعده يا معشر المكذبين لرسالتي من أجل أني أنبأكم رسالة ربي في ولاية علي والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين منا أو منكم؟
وهم نسبوا الضلالة إليه (صلى الله عليه وآله) من أجل تبليغ الولاية مرارا وقالوا: إنما يقول ذلك من قبله حبا لتحقق الرئاسة في أهل بيته وفيه دلالة على أنهم لم يؤمنوا بالله وبرسوله أصلا.
قوله (كذا أنزلت) لا يدل هذا على أن ما ذكره (عليه السلام) قرآن لأن ما أنزل إليه (صلى الله عليه وآله) عند الوحي يجوز أن يكون بعضه قرانا وبعضه تأويلا وتفسيرا، وقد أشار صاحب الطرائف إلى هذا حيث قال روى الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنى - وذكر حديثا طويلا إلى أن قال: ثم نزل (فاستمسك بالذي أوحى إليك) في أمر علي (إنك على صراط مستقيم) وإن عليا (عليه السلام) (لعلم للساعة وذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) عن علي بن أبي طالب هذا آخر الحديث، وكان اللفظ المذكور المنزل في ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله) بعضه قرآنا وبعضه تأويلا. انتهى كلامه بعبارته.
قوله (فقال أن تلووا الأمر) لواه أي أماله وصرفه من جانب إلى جانب، وقد يجعل كناية عن التأخر والتخلف يعني أن تصرفوا أمر الخلافة من موضعها وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أو تعرضوا عما امرتم به من ولايته وتخلفتم عنه فإن الله كان بما تعملون خبيرا فيعاقبكم بذلك.
قوله (فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) عذابا شديدا في الدنيا) بالنوايب والمصائب والقتل والأسر سيما بيد الصاحب، ولنجزينهم في الآخرة أسوء الذي كانوا يعملون أي بأقبح الجزاء على أقبح أعمالهم وهو ترك الولاية، ذلك أي الأسوء الأقبح جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد أي دار الإقامة أبدا جزاء بما كانوا بآياتنا وهو علي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) يجحدون.
وقال الذين كفروا بولاية علي (عليه السلام) واتبعوا أئمة الجور حين دخلوا في النار وذاقوا حر عذابها ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس أي الشيطان والإنسان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ثم صرف الكلام إلى وصف شيعة علي (عليه السلام) وقال: إن الذين قالوا ربنا الله اقرارا بالتوحيد والربوبية ثم استقاموا على الولاية تتنزل عليهم الملائكة ألا لا تخافوا ولا تحزنوا إلى آخر ما ذكر سابقا.