شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٨٦
أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه صلوات الله عليه في هذة الآية (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) قال:
أي ستكون جاهلية اخرى.
ويؤيده أيضا ما نقله القاضي عن بعض المفسرين من أن الجاهلية الاولى جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الاخرى جاهلية الفسوق في الإسلام. هذا حال الآية السابقة.
وأما الآية اللاحقة وهي قوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) فلا يبعد أن يراد بالآيات الأئمة (عليهم السلام) وبالحكمة ساير الشرائع، ولو كان المراد بها الآيات القرآنية كانت الآية المذكورة. قال: هذه الآية في وصف الأئمة من جملتها وعلى التقديرين فيها ترغيب لهن في حفظ حقوق الأئمة (عليهم السلام).
قال علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين وذلك في بيت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء خيبريا ودخل معهم فيه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم، نزلت هذه الآية فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال: أبشري يا أم سلمة فإنك إلى خير. قال أبو الجارود: وقال زيد بن علي ابن الحسين: إن جهالا من الناس يزعمون أنما أراد الله تبارك وتعالى أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)، وإنما لو عنى أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) لقال ليذهب عنكن الرجس ويطهركن ولكان الكلام مؤنثا كما قال تبارك وتعالى:
(واذكرن ما يتلى في بيوتكن) (ولا تبرجن) و (لستن كأحد من النساء).
وقال علي بن إبراهيم: ثم انقطعت مخاطبة نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وخاطب أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ثم عطف على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) ثم عطف على آل محمد فقال: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات - إلى قوله - أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
قوله (وولايتهم) لعل المراد أهل ولايتهم بحذف المضاف وفيه إشعار بأن أهل ولايتهم من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، ولعل السر فيه أن من تشبه بقوم فهو منهم ومن أحب رجلا فهو مع من أحب ويمكن أن يراد بالبيت الدين.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417