شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٩٦
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان»: الأول والثاني والثالث (1).
* الشرح:
قوله (قال ذاك حمزة وجعفر وعبيدة) أراد أن صراط الحميد علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنه طريق الحق والمحمود في نفسه وعاقبته، وأن ضمير الجمع لهؤلاء الأكابر وإنما خصهم بالذكر لأنهم كانوا على المودة الخالصة له (عليه السلام) وأما غيرهم فلم يخل قلوبهم عن زيغ ما عنه، ولعل المراد بالطيب من القول كلمة التوحيد أو أعم ويحتمل النصيحة له (عليه السلام)، قال علي بن إبراهيم: الطيب من القول التوحيد والإخلاص وصراط الحميد الولاية. وعبيدة هو عبيدة بن عمرو، وقيل: ابن قيس بن عمر، والسلماني من بني سلمان بن يشكر بطن من مراد وكان من أولياء علي (عليه السلام) وخواص أصحابه وهو مذكور في طرق العامة أيضا، روى مسلم بإسناده عن عبيده: قال القرطبي: عبيدة بفتح العين هو عبيدة السلماني.
قوله (يعني أمير المؤمنين) يريد أن الإيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه أصل الإيمان وسببه والخطاب حينئذ لشيعته لا لجميع الامة. وقد أشار بعض المفسرين إلى التخصيص أيضا حيث قال:
«حبب إليكم» أي إلى بعضكم.
قوله (قال الأول والثاني والثالث) وإنما نسب الأول إلى الكفر لأنه باني الكفر أصله وبداية الخروج عن الدين منه، والثاني إلى الفسوق لأنه باني الفسوق كلها مع مراعاته لظاهر الشرع في الجملة، والثالث إلى العصيان لأنه باني العصيان وهو الخروج عن الحق بالطغيان وقد بلغ طغيانه إلى حيث أجمعت الصحابة على قتله.
* الأصل:
72 - محمد بن يحيى، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى: (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) قال: عني بالكتاب التوراة والإنجيل. وأثارة من علم فانما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء (عليهم السلام).
* الشرح:
قوله (ائتوني بكتاب من قبل هذا) قد أشار جل شأنه إلى أنه ليس للمشركين دليل عقلي على الشرك وعبادة الأصنام ولا دليل نقلي على ذلك بقوله جل وعز: (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله

(1) راوي هذا الخبر عبد الرحمن بن كثير قال فيه النجاشي والعلامة (رحمه الله): إنه كان يضع الحديث، وكذا راوي راويه محمد بن أورمة طعنوا عليه بالغلو والتخليط خصوصا الكتاب الذي فيه هذا الحديث نص عليه النجاشي بأنه مختلط، وهكذا رواية معلى بن محمد البصري قال مشايخ الشيعة فيه: إنه مضطرب الحديث والمذهب.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417