شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٨٣
نفسه فيه لشدة اعتنائه به. والعقبة الطريق في الجبل، والمراد بها هنا ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) على سبيل التشبيه. والاستعارة كما دل عليه قوله تعالى (وما أدريك) أي ما علمك ما العقبة (فك رقبة) يعنى بقوله فك رقبة ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن ذلك فك رقبة من النار، وفي حمله على العقبة بمعنى الولاية مبالغة لأن الولاية سبب لفك الرقاب من النار وهي تفكها منها، فحمله عليها من باب حمل المسبب على السبب للمبالغة في السببية، أو من باب حمل المصدر على المتصف به كزيد عدل، وأما قوله: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة) وهي مفعلة من سغب إذا جاع، فحمله عليها كحمل المشبه به على المشبه مثل زيد أسد، فإن الولاية سبب لحياة النفس كالإطعام في اليوم المذكور، وإنما خص يتيما ذا مقربة ومسكينا ذا متربة بالذكر لأن إطعامهما أفضل وأدخل في التسبب للحياة.
* الأصل:
50 - وبهذا الإسناد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (بشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
* الشرح:
قوله (بشر الذين آمنوا) أي بشر الذين آمنوا بولاية علي (عليه السلام) بأن لهم قدما صادقة في مقام المجاهدة مع النفس والأعداء عند ربهم، ويمكن أن تجعل كناية عن أن لهم مرتبة سابقة هي مرتبة الإقرار بالولاية في الميثاق عند وجودهم الظلي، وسميت صادقة لأنها موافقة لمرتبتهم في الوجود العيني، أو كناية عن أن لهم منزلة رفيعة ومرتبة في الآخرة لأن ثبات القدم في المجاهدة مستلزم لها.
* الأصل:
51 - علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا (بولاية علي) قطعت لهم ثياب من نار).
* الشرح:
قوله (هذان خصمان) أي هذان فوجان (اختصموا) جمعه حملا على المعنى (في ربهم) أي في قوله أو أمره بولاية علي (عليه السلام) (فالذين كفروا) بولاية علي (عليه السلام) (قطعت لهم) أي قدرت لهم على مقادير جثتهم (ثياب من نار) محيطة بهم كإحاطة الثياب (يصب من فوق رؤوسهم الحميم) أي الماء الحار وهو خبر بعد خبر أو حال عن الضمير في (لهم). (يصهر) أي يذاب (به) لفرط حرارته (ما في بطونهم) من الأحشاء والأمعاء ويصهر به الجلود فتذاب به الجلود كما تذاب به
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417