شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٦
قوله (وأشدهم يقينا) الظاهر أنه مكرر من الناسخ الأول مع إمكان أن يراد بالقين هاهنا اليقين بالاحكام بقرينة اقترانه بالعمل وفي السابق اليقين بالله وبرسوله بقرينة اقترانه بالإيمان والله أعلم.
قوله (وأحسنهم عملا) حسن العمل باعتبار اشتماله على ماله مدخل في كماله من الأجزاء والمقارنات والشرائط مع اتصاف فاعله بقصد التقرب وكمال التوجه إلى المعبود الحق والاستغراق في مشاهدة جلاله وكماله وكل ذلك كان له (عليه السلام) على الوجه الأتم والأكمل بحيث لم يشاركه أحد من الصحابة.
قوله (وأعرفهم بالأمور) اعترف به جميع الامة وقد مر مرارا أنه (عليه السلام) كان عالما بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، وما كان أحد من الصحابة بهذه الصفة اتفاقا.
قوله (كنت والله يعسوبا للدين) أي لأهله واليعسوب في الأصل أمير النحل والياء زائدة ثم اطلق على سيد القوم ورئيسهم المقدم عليهم في جميع الأمور لرجوعهم إليه واجتماعهم عليه كما يجتمع النحل على يعسوبها.
قوله (الأول حين تفرق الناس) أي الأول حين تفرق الناس في الدين ونفروا عنه والآخر حين فشلوا وعجزوا عن إدراك حقيقته وحقيقة ما هو مطلوب فيه. وفيه تنبيه على أن إمارته (عليه السلام) كانت ثابته في كلا الزمانين ولا يدفعها خلاف من خالفه لأنها كانت من الله ومن رسوله لا من الخلق حتى يثبتها توافقهم ويدفعها تخالفهم، ويمكن أن يكون كلا الزمانين بعد مضي النبي (صلى الله عليه وآله) وأن يكونا قبله وأن يكون الأول بعده والآخر قبله وبالعكس.
قوله (كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا) العيال بالكسر جمع عيل كجياد جمع جيد وعال عيالة أقاتهم وأنفق عليهم فعيال الرجل هو من جمعهم ليقيتهم وينظر في أمورهم ويصلح حالهم، والله سبحانه جعل الخلق عيال الإمام وجمعهم تحت عنايته ليصلح أحوالهم في معاشهم ومعادهم وجعله كالأب الرحيم لئلا يجور في رعاية حقوقهم. وتقديم الظرف في الموضعين لقصد الحصر، ففي الحصر الأول تنبيه على غلظته بالنسبة إلى الكافرين وفي الحصر الثاني إيماء إلى بطلان قول من زعم أنهم عيال على غيره (عليه السلام) من الفاسقين الذين انتحلوا اسم الإمامة والخلافة لأنفسهم.
قوله (فحملت أثقال ما عنه ضعفوا) لما ذكر نبذة من مناقبه المقتضية لكونه خليفة وذكر خلافها لهم مع التصريح بذلك حيث قال: «كنت خليفته» فرع عليه هذا القول ومعناه فحملت أثقال ما ضعفوا عنه لقلة علومهم وضعف قلوبهم من النواميس الإلهية والأسرار الربانية والشرائع النبوية وحفظت ما أضاعوا من الحدود والأحكام وغيرها ورعيت ما أهملوا من الآداب والأخلاق
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417