شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٥
والتكرار باعتبار تعدد صفاتهم أعني النفاق والكفر والحسد والفسق فإن كل من خالفه بنحو من الأنحاء فهو متصف بهذه الصفات.
قوله (فقمت بالأمر حين فشلوا) أي قمت بأمر الدين ومصالح الخلق حين جبنوا وضعفوا عنه كضعف الجاهل عن المسائل اليقينية والمصالح الدينية والاخروية.
قوله (ونطقت حين تتعتعوا) التعتعة في الكلام التردد فيه من حصر أو عجز عن فهم مؤداه وجهل عن درك مغزاه، ورجوعهم إليه في المسائل المعضلة والأمور المشكلة واستضاءتهم بنوره في الحدود والاحكام أمر مشهور بين الخواص والعوام وقد كان (عليه السلام) أمير الكلام كما كان أمير الأنام.
قوله (ومضيت بنور الله إذ وقفوا) أي سرت في سبيل الحق ومنهج الشرع بالهداية الربانية والعلوم اللدنية والإشراقات اللاهوتية، إذ وقفوا عن السلوك فيه لظلمة ضمائرهم وفقد بصائرهم.
قوله (فاتبعوك فهدوا) فيه إشارة إلى أن ما حصل لهم من الهداية لشيء من الحق إنما حصل لهم بسبب متابعته فيه ولولا ذلك لم يهتدوا إلى شيء أصلا، أو مدح للسالكين في قفاه والتابعين لهداه من الفرقة الناجية، والتفريع بالأول أقرب وفي كتاب كمال الدين «ولو اتبعوك لهدوا» وهو بالسياق أنسب.
قوله (وكنت أخفضهم صوتا) خفض الصوت كناية عن العلم والحلم واللينة والدعة والسكون والوقار كما إن رفع الصوت وغلظته كناية عن أضداد هذه الأمور.
قوله (وأعلاهم قنوتا) القنوت يرد لمعان متعددة كالطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت وقد فاق (عليه السلام) جميعهم في جميع ذلك.
قوله (وأقلهم كلاما) قلة الكلام وحفظ اللسان عما لا ينفع وصرفه عما لا يعني دليل على نبالة العقل وشرافة النفس وكمالها في القوة النظرية والعملية.
قوله (وأصوبهم نطقا) إذ نطقه كان صوابا وصدقا دائما بخلاف نطقهم فإنه كان خطأ وكذبا غالبا.
قوله (وأكبرهم رأيا) الرأي يطلق على العقل والمراد بكبره نجدته وشرافته وضياؤه وعلى التفكر في الأسرار الإلهية والنواميس الربانية والتأمل في عواقب الأمور وحوادث الدهور، وأما الرأي بمعنى القياس فليس بمراد هنا قطعا، وفي بعض النسخ «أكثرهم رأيا» بالثاء المثلثة والمراد بالرأي فيه هو المعنى الثاني.
قوله (وأشجعهم قلبا) شجاعة القلب عبارة عن قوته في المجاهدات على أنحائها والتجنب عن متمنيات النفس واغوائها وعن قدرته على ترتيب المعاني والحقائق وترصيف النكات والدقائق على وجه يتحير لكماله الفصحاء ويتعجب من جماله البلغاء.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417