شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٤
ولهما أوصاف حسنة وقبيحة وتعلق الثواب والعقاب والنقص والكمال بأوصاف الصورة الباطنة أكثر وأشد من تعلقها بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تضمنت الآيات والروايات في مدح حسن الخلق والسمت والهيئة الحسنة والقصد وقد كان (عليه السلام) في سيرته الباطنة وهيئته الظاهرة وأخلاقه الفاضلة وأفعاله الجميلة مشابها للنبي (صلى الله عليه وآله) على وجه الكمال ولا يشاركه في تلك أحد من الصحابة وغيرهم.
قوله (وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه) قد كانت منزلته أشرف وأرفع وهو عليه (صلى الله عليه وآله) أكرم وأعز لما فيه من جميع أنواع الخير والشرف والفضائل واستحقاق رئاسة الدنيا والدين.
قوله (فجزاك الله) دعاء له بمقابلة إحسانه بالإحسان ولفظ الخبر جامع لكل ما يطلبه ويرغب فيه.
قوله (قويت) وصفه بالقوة المطلقة كما وصفهم بالضعف المطلق وحذف المتعلق فيهما للدلالة على التعميم أو المراد قويت في الدين والعلم والجهاد حين ضعفوا فيها.
قوله (وبرزت) أي برزت إلى الجهاد حين استكانوا وعجزوا كما يظهر ذلك في غزوة البدر والأحد والأحزاب والخيبر وغيرها.
قوله (ونهضت) أي قمت بإعلان الحق والعمل به ودفع شبهات المنكرين حين وهنوا وضعفوا عن ذلك وذلك مشهور.
قوله (ولزمت) أي لزمت منهاج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشريعته البيضاء إذ هم أصحابه العدول عنه وقصدوا إبداع البدع وإفشاءه وفيه إشارة إلى متانته في الدين ورزانته في اليقين.
قوله (كنت خليفته حقا لم تنازع ولم تضرع) الفعل الأول مبني للمفعول والثاني للفاعل تقول:
ضرع يضرع من باب علم ومنع وشرف إذا ذل وضعف أو للمفعول أيضا من أضرعه إذا أذله يعني كنت خليفته وقائما مقامه في حياته وبعد موته بأمره وأمر الله تعالى بلا منازعة ولا ذل وضعف فيك ومن أدعى الخلافة إنما ادعاها من قبل نفسه الشريرة لا من قبل الله تعالى ولا من قبل رسوله والذل إنما يرجع إليه بمخالفته لا إليك.
قوله (برغم المنافقين) تقول أرغم الله أنفه أي ألصقه بالرغام وهو التراب هذا هو الأصل ثم شاع استعماله في الذل والعجز والظرف في موضع النصب على أنه حال من فاعل لم تضرع أو كنت، ولعل المراد بالمنافقين من وافقه من أصحابه ظاهرا لا باطنا فإن كثيرا من أصحابه كانوا على صفة النفاق وبالكافرين من خالفه وقاتله كمعاوية وأضرابه وبالحاسدين الخلفاء الماضين وبالفاسقين اتباعهم وأشياعهم مع احتمال أن يراد بالجميع من خالفه ظاهرا وباطنا أو فيهما، قاتله أم لا،
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417