كما ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر في حال يقظته فقال: يا أبا بكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة وتب إلى الله مما في يدك فإنه لا حق لك فيه. فأراد أن يعزل نفسه عما فيه فمنعه صاحبه وقال: هذا من سحر بني هاشم. وسيجئ هذا في باب النص على الأئمة (عليهم السلام).
ونظير ما ذكرنا موجود من طريق العامة أيضا، روى مسلم بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: مررت على موسى بن عمران (عليه السلام) وهو يصلي في قبره، قال الآبي: صلاته في قبره من الجائز عقلا وأخبر الشرع به فيجب الإيمان به وليست صلاة تكليف لانقطاع التكليف بالموت بل محبة واستحلاء كما يجد كثير من العباد من اللذة في قيام الليل، ولما دفن ثابت البناني ووضعت اللبن عليه سقطت لبنة فرآه بعضهم من ألحده قائما يصلي فقال لمن ألحده معه: ألا ترى، فلما انصرفا من دفنه أتيا داره (1) وسألا ابنته ما كان حاله في حياته فقالت لا أخبر كما حتى تخبراني بما رأيتما، فأخبراها فقالت:
علمت أن الله تعالى لا يضيع دعاءه كان كثيرا ما يقول: اللهم إن أعطيت أحد الصلاة في قبره فأعطنيها هذا كلامه بعبارته.