شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٢
بقضاء الله وحمل النفس على النوائب وصبرها على المصائب.
قوله (انقطعت خلافة النبوة) أي خلافتها الظاهرة وهو كما قال لأن تلك الخلافة بعده (عليه السلام) وقعت في أيدي أئمة الجور وبطلت السنة وعطلت الشريعة.
قوله (كنت أول القوم إسلاما) هذا مما اتفقت الامة عليه ولا عبرة بمخالفة شاذ من النواصب.
قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال وهو من أعاظم علمائهم: واتفق الجمهور على أن عليا (رضي الله عنه) أول من أسلم لحديث: «أولكم واردا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب (عليه السلام)» وعن علي (رضي الله عنه) قال «عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الامة بخمس سنين» وعنه «ما كان يصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري وغير خديجة».
قوله (وأخلصهم إيمانا) الإيمان الخالص بوصف الزيادة هو الذي لا يطلب به غير وجه الله تعالى أو الذي بلغ غاية الكمال ولا يبلغها إلا بالتخلي عن جميع الرذائل والتحلي بجميع الفضائل وتهذيب الظاهر عن الأفعال القبيحة وتزيينها بالأعمال الحسنة وليس المتصف به غير علي بن أبي طالب (عليه السلام) اتفاقا.
قوله (وأشدهم يقينا) وهو نوع من الإدراك مطابق للواقع غير محتمل للنقيض وبتفاوت ذلك في الشدة والضياء حتى يصير المعلوم كأنه مشاهد كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» والتفاوت ليس باعتبار الطباق بل باعتبار طهارة النفس وكمالها في القوة النظرية والعملية.
قوله (وأخوفهم لله) لأن مراتب الخوف متفاوتة باعتبار تفاوت مراتب العلم كما يشعر به قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وهو (عليه السلام) أعلم الامة اتفاقا فهو أخوفهم.
قوله (وأعظمهم عناء) كمال عنائه وفضله في الرياضات والعبادات والمجاهدات مع النفس والأعداء بحيث لا يدانيه أحد مشهور بين العامة والخاصة.
قوله (وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)) حاطه يحوطه حوطا وحياطة إذا حفظه وصانه وذب عنه وتوفر على مصالحه وكل ذلك كان له (عليه السلام) على وجه الكمال بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى إنه كان ترسه في جميع النوائب ووقايته في جميع المكاره.
قوله (وآمنهم على أصحابه) كان (عليه السلام) أمين الله على عباده وأمين رسول الله على امته وزيادة اتصافه بهذه الصفة على غيره كائنا من كان أمر لا ينكره إلا النواصب.
قوله (وأفضلهم مناقب) قد اتفق عليه العامة والخاصة ولا ينكره عدوه قال الآبي: ذكر ابن عبد البر باسناده إلى ضرار وقال له معاوية صف لي عليا فقال: أعفني يا أمير المؤمنين فقال: لابد، فقال:
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417