شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٧
وشمرت يعني اجتهدت وصممت في إعلان الحق والجهاد إذا اجتمعوا في الباطل أو الفرار من الزحف والعدو، وفي بعض النسخ «إذا خشعوا» أي خضعوا وذلوا من الميل إلى الباطل أو كرهوا الموت وفزعوا لفراق الأهل والأولاد. وعلوت في الرتبة وجمع المكارم كلها إذ هلعوا في الدنيا ولم يصبروا على تحمل المشاق والهلوع شديد الحرص وقليل الصبر. وصبرت في طلب حقك أو في النوائب أو في القيام على الحق إذ أسرعوا في غضبه أو في الجزع أو في الباطل وأدركت أوتار ما طلبوا يخاطب بهذا الكلام أمير قوم يدفع العار والضر والشين عنهم حين ضعفوا عن مدافعتها ويطلب لهم الجنايات والدماء حين عجزوا عن مطالبتها وقد كان (عليه السلام) موصوفا بهذه الصفة إذ كان جنة لهم في مناظرة أهل الملل من العلماء ومقاتلة أهل الباطل من الأعداء ونالوا بك من الخير والبركة ما لم يقدروا أن يحتسبوا ويعدوه لكثرته.
قوله (كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا) صب الماء صبه صبا إذا أفرغه ونهب الشيء ينهبه نهبا إذا أخذه وسلبه قهرا، وفيه إشارة إلى شوكته وغلبته على الكافرين والحمل للمبالغة أو الصب بمعنى الفاعل أو المعفول والنهب بمعنى الفاعل.
قوله (وللمؤمنين عمدا وحصنا) شبهه بالعمود لقيام بناء أحوال المؤمنين به وبالحصن لحفظه لهم عند الشدائد والضراء ورجوعهم إليه عند صولة الأعداء ولأن وجوده كان سببا لحياتهم وبقائهم وإلا لساخت بهم الأرض كما أن العمود والحصن سببان لبقاء البناء والخلق، وإنما جمع العمود بالعمد بفتح العين والميم أو بضمهما وأفرد الحصن لافتقار البناء غالبا إلى الأعمدة فهو (عليه السلام) وحده يقوم مقام الجميع بخلاف الحصن فإن الواحد المتين منه كاف في الصيانة. وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة «للمؤمنين غيثا وخصبا».
قوله (فطرت والله بنعمائها) فطرت إما على صيغة المجهول من الفطر أي خلقت والله بنعماء الخلافة وجبلت بالطبع المتهيىء لقبولها لم تزل عنها ولم تفارقها والمراد بنعمائها الأسباب المقتضية لها والآثار المرتبة عليها أو على صيغة المعلوم من الطيران ففيه إشارة إلى انقطاع الخلافة بموته (عليه السلام) وفي بعض النسخ بغمائها بالغين المعجمة وتشديد الميم وهي الداهية والبلية وفي كتاب كمال الدين «بعنائها» بالعين المهملة والنون وهما متقاربان.
قوله (وفزت بحبائها) الحباء بالكسر العطية نبه به على أن الخلافة عطية خصة الله تعالى بها لا يشاركه أحد، فيها من مرتبة وجوده.
قوله (وأحرزت سوابقها) أي حفظتها وضممتها إليك وصنتها عن الأخذ منها وسوابق الخلافة ماله مدخل في تحققها من الأخلاق النفسانية والكمالات الروحانية والأعمال البدنية.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417