شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٣
أما إذ ولابد من وصفه فكان والله شديد القوى، بعيد المدى، يقول فضلا، ويحكم عدلا، ينفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته.
وقد ذكر مناقب كثيرة جليلة تركنا تفصيلها للإطناب - إلى أن قال - فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك، كيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها. ثم قال الآبي: وهذا من معاوية يدل على معرفته بفضل علي (رضي الله عنه) وعظيم حقه ومنزلته، وقال أيضا قال صعصعة بن صوحان يوم بايع عليا (رضي الله عنه) فقال يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها، وقام ثابت بن قيس خطيب الأنصار فقال: والله يا أمير المؤمنين لئن سبقوك في الولاية فما يقدمونك في الدين وقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك ولا يجهل مكانك يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك. وقام خزيمة الأنصاري ذو الشهادتين فقال: يا أمير المؤمنين ما وجدنا لامرنا هذا غيرك أنت أقدم الناس إيمانا وأعلمهم بالله وأولى المؤمنين برسول الله.
وقال عياض: لعلي (رضي الله عنه) من الشجاعة والعلم والحلم والزهد والورع وكرم الاخلاق وغير ذلك من المناقب مالا يسعه كتاب. وقال الآمدي: لا يخفى أن عليا (رضي الله عنه) كان مستجمعا لخلال شريفة ومناقب منيفة كان بعضها كافيا في استحقاق الإمامة وقد اجتمع فيه من حميد الصفات وأنواع الكمالات ما تفرق في غيره من الصحابة حتى إنه من أشجع الصحابة وأعلمهم وأزهدهم وأفصحهم وأسبقهم إيمانا وأكثرهم جهادا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأقربهم نسبا وصهرا منه كان معدودا في أول الجريدة وسابقا إلى كمال فضيلة وقد قال فيه رباني هذه الامة ابن عباس (رضي الله عنه).
قوله (وأكرمهم سوابق) لسبقه عليهم في الإيمان والعلم والحلم والكرم والسخاء وغيرها من المناقب والمفاخر.
قوله (وأرفعهم درجة) لأن رفعة الدرجة وعلو المنزلة باعتبار العلم والعمل والمناقب وكرم الأخلاق وقد فاق (عليه السلام) جميع الامة بجميع ذلك فدرجته فوق درجتهم.
قوله (وأقربهم) أي أقربهم منه فيمن يدعي الخلافة أو في استحقاقها أو في النسب الجسماني والروحاني معا فإنهما من نور واحد فلا يرد أن عباس أقرب.
قوله (وأشبهم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا) الهدي بفتح الهاء وسكون الدال السيرة والهيئة والطريقة، والخلق بضم الخاء واللام وسكونها الدين والطبع والسجية وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورة الظاهر وأوصافها ومعانيها
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417