شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٩
قوله (واعتدل بك الدين) تقديم الظرف على الفاعل لقصد الحصر، والظرف متعلق بالأفعال الأربعة المذكورة أعني نهج وما عطف عليه على سبيل التنازع.
قوله (وسبقت سبقا بعيدا) أي سبقت غيرك في سبيل الخيرات والفضائل كلها سبقا بعيدا بالغا إلى النهاية متجاوزا عن الغاية.
قوله (وأتعبت من بعدك تعبا شديدا) اتعابه من بعده من الشيعة والأحباء إما لأجل حيرتهم في الدين أو تعظيم المصيبة، والأخير أنسب بقوله: «فجللت عن البكاء» أي فعظمت أي يبكي عليك باك ويأتي بحق البكاء «وعظمت رزيتك يعني مصيبتك في أهل السماء» من الملائكة المقربين وأرواح القدسيين «وهدت مصيبتك الأنام» أي هدت صدورهم وكسرت قلوبهم.
قوله (وقنة راسيا) أي جبلا ثابتا مرتفعا وهو مثل يضرب به لمن هو ظهير القوم في النوازل والنوائب والقنة بالضم الجبل.
* الأصل:
5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال قال: كنت أنا وعامر وعبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فقال له عامر: جعلت فداك إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين (عليه السلام) دفن بالرحبة؟ قال: لا، قال: فأين دفن؟ قال: إنه لما مات احتمله الحسن (عليه السلام) فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة، فدفنه بين ذكوات بيض، قال: فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه، ثم أتيته فأخبرته فقال لي: أصبت رحمك الله - ثلاث مرات -.
* الشرح:
قوله (دفن بالرحبة) الرحبة - بالفتح - ساحة المسجد وما يتخذ على أبواب بعض المساجد في القرى والرساتيق من حظيرة أو دكان للصلاة والصحراء بين أفنية القوم ورحبة الكوفة كانت موضعا منها معروفا عندهم.
قوله (قريبا من النجف) النجف الموضع الرفيع شبه التل، وفي المغرب النجف بفتحتين كالمسناة بظاهر الكوفة على فرسخين منها يمنع ماء السيل أن يعلوا منازلها ومقابرها، وفي معجم البلدان في هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). والغري موضع معروف. والغراء بالمد والقصر: ما يلصق به الأشياء ويتخذ من أطراف الجلود والسمك. والغريان بناءان طويلان يقال هما قبر مالك وعقيل نديمي جذيمة الأبرش. وسميا غربين لأن النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله إذا خرج في يوم بؤسه. والحيرة بالكسر البلد القديم بظهر الكوفة. والذكوات
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417