شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢١٧
قوله (سلام مودع لا قال ولا سئم) يقال قلاه فهو قال إذا أبغضه وسئم يسأم فهو سئم إذا مل وضجر أي لا مبغض لزيارتكم ولا ضجر للقيام عندكم وهذه صورة وداع المحبين الناصحين بحسب مجاري العادة.
قوله (فإن أنصرف) (1) لما كان الانصراف عن قرب الحبيب والقيام عنده أبدا يوهم الملالة وعدم الصبر يعني سوء الظن بما وعد الله الصابرين نفاهما للدلالة على أن كلا منهما بسبب أمر آخر وأما ما وعد الله الصابرين على نزول المصائب فهو صلواته ورحمته وهدايته في قوله جل شأنه:
(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون).
قوله (واه واها) الظاهر أن الواوين للعطف والربط قال ابن الأثير في النهاية: «اوه» كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع. وهي ساكنة الواو. مكسورة الهاء. وربما قلبوا الواو ألفا فقالوا: «آه من كذا» وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا: أوه. وربما حذفوا الهاء فقالوا «أو» وبعضهم يفتح الواو مع التشديد فيقول «اوه» وقال الزمخشري في الفايق: آها كلمة تأسف وانتصابها على إجرائها مجرى المصادر كقولهم: ويحا له، وتقدير فعل ينصبها كأنه قال تأسفا على تقدير أتأسف تأسفا.
قوله (والصبر أيمن وأجمل) أي من الجزع وبث الشكوى ووجود الجمال فيهما لما فيهما من ثلج الصدر وليس الغرض منه الإخبار بل تسلية النفس وحملها على الصبر أو مجرى العادة فإن الإنسان كثيرا ما يقول ذلك إذا أصابه مكروه.
قوله (ولولا غلبة المستولين) لعل المراد بغلبتهم ترددهم إليه وعدم تركهم إياه بحال ويحتمل أن يراد بها التعيير والتوبيخ أيضا.
قوله (ولا عولت إعوال الثكلى) العول والعولة رفع الصوت بالبكاء يقال: منه أعول، والثكلى امرأة مات ولدها.
قوله (فبعين الله) أي أستعين بذات الله أو بشهوده وحضوره أو أعوذ بها من شر الخلائق تدفن ابنتك سرا من أجل شرورهم ويهضم حقها ويمنع إرثها. وفيه إظهار للتوجع والتحسر مما فعلوه وارتكبوه من الظلم عليها. روى مسلم بإسناده عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته «أن فاطمة

(1) «فإن أنصرف فلا عن ملالة» لا يدل على خلاف ما عليه محققوا علمائنا من الدفن في البيت لأن الانصراف ليس بمعنى الانتقال من مكان إلى مكان بل من حال مطلقا إلى حال ولذلك يطلق على سلام الصلاة الانصراف ويقال: ينصرف، أي يتم صلاته ويسلم فمعنى أنصرف أي أترك المكالمة. (ش)
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417