عن أبيه الصادق (عليه السلام) الحديث والآثار، وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول: حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر، وكان إسحاق (رضي الله عنه) يقول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) وروى عن أبيه النص على أخيه (عليه السلام) قاله المفيد في إرشاده.
قوله (أصابها فترة شبه الغشية) الفترة الانكسار والضعف، والغشية الإغماء، تقول: غشي غشية وغشيا وغشيانا فهو مغشي عليه إذا اغمي عليه، يعني أنها حصلت لها حينئذ حالة شبيهة بالإغماء بسبب صيرورتها محلا لنور إلهي وتجلي رباني، وثقل ذلك عليها وقد يعرض مثل ذلك للكمل من أولياء الله إذا شاهدوا من نور الحق ما لا يطيقون النظر إليه.
قوله (أبشري بغلام حليم عليم) (1) أبشري بقطع الألف، يقال: بشرته بمولود فأبشر إبشارا أي سر، ومنه قوله تعالى: (وأبشروا بالجنة).
قوله (لم تجد بعد ذلك امتناعا من جنبيها وبطنها) أي لم تجد من جنبها وبطنها بعد ذلك امتناعا من تحمل ذلك المولود المبارك لالفها به وارتفاع ثقله عنهما، وفي كثير من النسخ المعتبرة «ثم تجد بعد ذلك اتساعا من جنبها وبطنها».
قوله (سمعت في البيت حسا شديدا) يحتمل أن يراد بالحس صوت المتكلم أو صوت المشي والحركة.
قوله (ولدته قاعدا) فيخرج على هيئة قعوده في الرحم ولعل السر فيه هو الإشعار بعدم إقباله إلى الدنيا، أو بإقباله إلى الملأ الأعلى.
قوله (وتفتحت له) أي صارت متفتحة ليخرج بسهولة وفي بعض النسخ «وتفسحت له» بالسين، وفي بعضها «نفجت له» بالجيم، والنفج النفخ والرفع ومنه يقال: انتفج جنبا البعير إذا ارتفعا ولعل المراد هنا الانفراج.
قوله (يستدير) دل على أن الحامل عند الوضع ينبغي استقبالها للقبلة لأن امه (عليها السلام) كانت مستقبلة وإلا لم يحتج هو عند خروجه قاعدا إلى الاستدارة إلى القبلة بناء على ما تقرر من أن وجه الحمل إلى ظهر الام.
قوله (فلا يخطي القبلة حتى كانت بوجهه) حتى غاية للاستدبار، أي يستدير حتى كانت القبلة مقابلة بوجهه، وفي بعض النسخ «حيث كانت» وهو تعليل لقوله «فلا يخطي» مع احتمال أن يكون حيث للمكان ويعود اسم كانت إلى الام ويتعلق قوله «بوجهه» بقوله لا يخطي، فليتأمل.