وأن يراد بالمطهر المسرور والمختون حينئذ على حقيقته والأول أظهر وأعم.
قوله (وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين) هذه علامة ثانية قد مر لم وضع الراحتين ورفع الصوت بالشهادتين في أول هذا الباب إلا أنه ليس فيه الشهادة بالرسالة ولابد من تقييده بها أيضا حملا للمطلق على المقيد.
قوله (ولا يجنب) هذه علامة ثالثة، أي لا يلحقه خبث الجنابة كما يلحق غيره إلا أنه يجب عليه الغسل. أو لا يحتلم (1) لأن كلا من الجنابة والاحتلام يطلق على الآخر مجازا.
قوله (وتنام عيناه ولا ينام قلبه) هذه علامة رابعة، النعاس مقدمة النوم وهو ريح لطيف بخاري يأتي من قبل الدماغ يغطي العين ولا يصل إلى القلب فإذا وصل إليه صار نوما، والمراد بنوم العين بطلان إدراكها المسمى بالإبصار وبعدم نوم القلب عدم بطلان إدراكه لأن قلبه محل للإلهامات الإلهية والأسرار الربانية وحافظ لما في عالم الإمكان ومتصرف في العالم العلوي والسفلي فلا يجوز أن يستغرق عليه النوم ويبطله عن عمله، وقد ذكر العامة في وصف النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال «تنام عيناي ولا ينام قلبي» وقال القرطبي: إنما لم ينم قلبه لأنه يوحى إليه، فلا يجوز أن يستغرق عليه النوم، ثم قال: وفيه دلالة على أنه كان محفوظا في حال النوم من الحدث كما جاء أنه ينام حتى ينفخ وحتى يسمع غطيطه ويصلي ولا يتوضأ.
قوله (ولا يتثاءب ولا يتمطى) هذه علامة خامسة، التثاؤب معروف وهو من الشيطان، لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه وميله إلى الكسل وإعطاء النفس وشهواتها وتوسع في المطعم والإكثار فيه فيثقل عن الطاعات ويكسل عن الخيرات كما صرح به في النهاية، والتمطي:
التمدد والتبختر باليدين على نحو معروف، وأصل تمطى تمطط من المط وهو المد، وهو أيضا من الشيطان.