قوله (ثم يعطس ثلاثا) عطس يعطس من باب ضرب ونصر، والعطاس يكون مع خفة البدن وانفتاح المسام وتيسر الحركات ويخرج بالعطسة الأولى كل ريح يورث أمراضا لا يليق بمنصب الإمامة، ويخرج بالثانية كل ريح يحرك إلى حب الدنيا والإقبال إليها، ويخرج بالثالثة كل ريح يثقل البدن عن العمل بالطاعات والاجتناب عن المنهيات.
قوله (يشير بإصبعه بالتحميد) أي متلبسا بالتحميد، فيفهم أنه يتكلم به، ولو جعل الباء بمعنى إلى لم يفهم منه ذلك. قوله (ويقع مسرورا) أي مقطوع السر يقال: سررت الصبي أسره سرا أي قطعت سره، والسر بالضم ما تقطعه القابلة من سر الصبي، ولا تقول: تقطعت سرته لأن السرة لا تقطع وانما هي الموضع الذي قطع منه السر.
قوله (ورباعيتاه) الأسنان ثمانية وعشرون، اثنا عشر مقاديم، ثنيتان ورباعيتان ونابان; ومثلها من أسفل، وستة عشر مآخير وهي من كل الجوانب الأربع: ضاحك وثلاثة أضراس، فالرباعية مثال الثمانية بين الثنية والناب والجمع رباعيات، والضاحكة بين الأنياب والأضراس.
إذا عرفت هذا فنقول: الحديث ساكت عن الأضراس، فإما فيه اقتصار بذكر المذكور عن ذكرها أو فيه إشارة إلى عدم ظهورها حينئذ، والثاني أظهر بالنظر إلى الأصل، والأول أنسب بالنسبة إلى الكمال، والله أعلم.
قوله (ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور) قيل: النور جسم، وقيل: عرض، وقيل: قد يكون هذا وقد يكون ذاك، وظاهر تشبيهه بالسبيكة من الذهب يؤيد الأول مع احتمال جعل وجه التشبيه مجرد اللون والضياء دون الجسمية أيضا، ثم المراد به إما نور العلم وهو نور الله الذي لا يضل من اهتدى به، أو نور الإمامة وهو الذي أشار إليه جل شأنه بقوله (يريدون ليطفئوا نور الله.. الآية) أو النور الذي في جوهر ذاته، أو القوانين النبوية، وقد فسر بهما قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في الدعاء للنبي (صلى الله عليه وآله) «اللهم أتمم نوره» والمراد بإتمامه على الأول زيادة كماله وعلى الثاني انتشاره بين العباد، أو المراد به بعض تجليات الحق المضيء في أبصار أصحاب النفوس الطاهرة كما يشهد ظهور نور الطور لموسى (عليه السلام).
قوله (تسيل يداه ذهبا) أي نورا شبيها بالذهب وحمله على الظاهر بعيد (1).
قوله (وإنما الأوصياء أعلاق من الأنبياء) الأعلاق جمع علقة وهي القطعة، أو جمع علق