الفعل المتقدم وقوله الخلق غيرنا (1) جواب له، وحاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت لأن الله خلق طينتنا من عشر طينات ولأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين والسماوات وجبل فينا الروحين جميعا انتهى، أقول: يمكن أن يراد بالخلق الجماعة من المخلوقات ويجعل مبتدء وما بعده خبره ويراد حينئذ بالجبل الجماعة المذكورين من الناس وغيرهم الذين جبلهم الله تعالى من إحدى الروحين وإحدى الطينتين. قال الجوهري: الجبل الجماعة من الناس وفيه لغات قرء بها قوله تعالى: (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) [بضم الجيم وسكون الباء] عن أبي عمرو. وجبلا [بضمهما] عن الكسائي وجبلا [بكسر الجيم وسكون الباء] عن الأعرج وعيسى بن عمر.
وجبلا بالتشديد والكسر عن أهل المدينة. ونقل عن الشيخ بهاء الملة والدين أن معنى قوله «الخلق غيرنا» أن مادة بدننا لا تسمى جبلة بل تسمى طينة لأنها خلقت من العشر طينات. انتهى.
وفيه أن هذا الكلام لا يدل على هذا المعنى على أنه لا وجه لتخصيصهم بذلك لأن غيرهم من الأنبياء خلقت أبدانهم من الخمس طينات.
قوله (فأطيب بها طيبا) (2) الظاهر أن الضمير راجع إلى العشر طينات والروحين وأن أطيب