قوله (قال فقلت) فاعل الفعلين علي بن جعفر.
قوله (من ولد السابع) كأنه سأل عن حقيقته وحقيقة صفاته المختصة به لا عن اسمه واسم أبيه ولذلك أجاب (عليه السلام) بأن عقولكم قاصرة عن إدراكه على هذا الوجه لأن حقيقة الإمام وصفاته لا يعلمها إلا الله سبحانه كما مر سابقا.
قوله (يا بني) الظاهر أنه على صيغة الجمع وأن علي بن جعفر يدخل في الخطاب على سبيل التغليب.
قوله (ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه) لا يقال: كيف يدركونه مع فقده; لأنا نقول: معناه:
فسوف تدركون زمانه أو فسوف تدركونه قبل فقده وغيبته، أو نقول: معناه أن تعيشوا وتبقوا على هذا الدين فسوف تدركونه بعد الظهور بالرجعة وفيه بعد والله أعلم.
* الأصل:
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم ولتمحصن حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أي من أي، قال: فبكيت ثم قلت: فكيف نصنع؟
قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، فقال:
والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
* الشرح:
قوله (إياكم والتنويه) لعل المراد تنويه أمره وغيبته وتشهيرها عند المخالفين.
قوله (ولتمحصن) محصت الذهب بالنار إذا أخلصته مما يشوبه من الغش، والتمحيص بالصاد المهملة الابتلاء والاختبار، والمقصود أنكم تختبرون بغيبته ليتميز الخبيث من الطيب.
قوله (حتى يقال مات) الظاهر أن هذا قول الشيعة المفتونين بطول الغيبة أو أن ما نزل عليهم من البؤس والقنوط ومشقة انتظار الفرج وإصابة البلاء والشدة وبعد رجاء الخلاص منه بظهور المنتظر وفيه إشارة إلى ما يقع في آخر الزمان عند قرب ظهور الحجة من الهرج والمرج وانتشار الظلم والجور والسبي والنهب والقتل والغارة وارتفاع الشبهة عن الخلق.
قوله (ولتكفأن) يقال: كفأت الإناء أي كببته وقلبته فهو مكفوء، وقيل: جاء اكفأت والتشبيه من