قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس لزيادة الإيضاح.
قوله (فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه) فإن من قبل ولايته وإمامته عند أخذ العهد والميثاق ينجو من أمواج بحار الفتن ويبقى على دينه ويصبر على الشدائد بعون الله.
قوله (وكتب في قلبه الإيمان) أي أثبته فيه حتى صار مستقرا لا يزول بالشبهات ونزول النوائب والبليات بخلاف الإيمان المستودع فإنه كثيرا ما يزول بتوارد الشكوك والتدليسات.
قوله (وأيده بروح منه) الضمير راجع إلى الله تعالى والمراد بالروح الملك الموكل بالقلب أو نوره وهو نور الهي يرى به صور المعقولات الحسنة والقبيحة فيتبع الأولى ويجتنب عن الثانية، فلا تزل قدمه بعد ثبوتها، أو القرآن فإنه روح القلب وحياته، يتميز به بين الحق والباطل، أو البصيرة على ما ينفع وما يضر، ويحتمل أن يعود الضمير إلى الإيمان فإنه سبب لحياة القلب ولذلك سماه روحه.
قوله (ولترفعن اثنتا عشرة راية) هذا من علامات ظهور القائم (عليه السلام) وعند هذه يقع الفساد في الخلق وانقطاع نظامهم بالكلية وتضيق الأمور عليهم ولعل المراد باشتباه تلك الرايات ادعاء صاحب كل واحد أنه حق وغيره باطل فيقع الاشتباه فيها ويتحير الخلائق في أمر دينهم ودنياهم حتى لا يدرى أي رجل من أي راية لتبدد النظام فيهم وانقطاع عنان الاجتماع وسلسلة الانضمام عنهم، ويحتمل أن يراد باشتباهها تداخل بعضها على بعض حتى لا يدرى أي راية من أي رجل والله أعلم.
قوله (فكيف نصنع) عند ارتفاع تلك الرايات؟ وبم نميز بين المحق والمبطل؟ فأجاب (عليه السلام) بأن أمرنا عند ظهور الدولة القاهرة أظهر من الشمس أو في قلوب المؤمنين فلا يقع الالتباس بين الحق والباطل كما لا يقع الالتباس بين النور والظلمة، فالعارفون عارفون بحقنا إيمانا وتصديقا والمنكرون منكرون لحقنا حسدا وعنادا.
* الأصل:
4 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف (عليه السلام)، قال: قلت له: كأنك تذكر حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: وما ينكر من ذلك، هذه الامة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف (عليه السلام) كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الامة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات، كما فعل بيوسف، إن يوسف (عليه السلام) كان إليه ملك