قوله (لعن الله الاغيبس وذريته) (1) الغبس بفتح الغين المعجمة والغبسة بضمها لون كلون الرماد والأغبس الذي له هذا اللون، والذئب الأغبس الذي يقال له بالفارسية گرك سياه والمراد به هنا خليفة من خلفاء بني عباس وفي بعض النسخ الأغيبس وهو تصغير الأغبس بدون الترخيم وهو حذف الزائد والأكثر في تصغيره غبيس بالترخيم كزهير وأزهر.
قوله (يقتلهم) ضمير المنصوب راجع إلى الأغبس وذريته وضمير المرفوع المستكن راجع إلى الله تعالى لكونه معلوما أو إلى ابن خيرة الإماء لأن الصاحب (عليه السلام) يقتلهم بعد الرجعة جزاء بما كانوا يعملون، ويحتمل أن يكون الضمير المرفوع راجعا إلى الأغبس وذريته بتأويل المذكور (؟) وضمير المنصوب (؟) إلى الأئمة (عليهم السلام) والجملة استئناف لبيان سبب اللعن المذكور.
قوله (يسومهم خسفا) الخسف بفتح الخاء وضمها: الذل والنقيصة والمشقة والذهاب في الأرض ويراد به الهلاك، يقال: سامه خسفا أي أولاه هذه الأمور وألزمه عليها قهرا.
قوله (ويسقيهم كأسا مصبرة) الكأس مؤنثة، قال الله تعالى: (بكأس من معين بيضاء) قال ابن الاعرابي: لا تسمى الكأس كأسا إلا وفيها شراب، والمصبرة على وزن مكحلة اسم آلة للصبر وهو بكسر الباء الدواء المر المعروف، وأما المصبرة بشد الباء على صيغة المفعول من باب التفعيل بمعنى التي جعل فيها صبر فهو احتمال بعيد.
قوله (وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده) الضمير راجع إلى ابن خيرة الإماء والمراد صاحب الزمان (عليه السلام) والطريد فعيل بمعنى مفعول من الطرد بالتسكين والتحريك وهو الإبعاد والإخراج والدفع يقال: طرده السلطان إذا أخرجه عن بلده وأبعده ودفعه عن محله فهو مطرود وطريد. والشريد فعيل بمعنى فاعل من شرد فلان إذا نفر عن الخلق وذهب في الأرض وسار في البلاد خوفا وفزعا فهو شارد وشريد، وقال الجوهري: الشريد الطريد وهو حينئذ فعيل بمعنى مفعول والتكرير للتأكيد والموتور من قتل حميمه وأفرد، يقال: وترته إذا قتلت حميمه وأفردته فهو وتر وموتور. وكذلك كان حال الصاحب (عليه السلام) لأنه قتل جده وأبوه (عليه السلام) وقد بقي هو صغيرا طريدا شريدا موتورا سائرا في الأرض خائفا فزعا من الأعداء.
قوله (يقال مات أو هلك أي واد سلك) يقال ذلك لمن طالت غيبته حتى لا يدرى أين هو.