لشيعتكم ومواليكم؟ فقال: يا كامل باب أو بابان. فقلت [له]: جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان؟ قال: فقال: وما عسيتم أن ترووا من فضلنا، ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة.
* الشرح:
قوله (فقال: يا كامل باب أو بابان) العطف من كلامه (عليه السلام) وليس من باب الشك منه (عليه السلام) لتقدسه عنه ولا من الراوي لدلالة سؤاله بعده على ذلك بل المقصود أنه ظهر باب تام وشئ من باب آخر، وتسميته بابا إما من باب تسمية الجزء باسم الكل أو من باب التغليب.
قوله (وما عسيتم أن ترووا من فضلنا) «ما» نافية و «عسى» من أفعال المقاربة، وضمير جمع المخاطب فاعله و «أن ترووا» مفعوله وإضافة الفضل للعموم والمقصود نفي قرب رواية فضائلهم، وفيه مبالغة على عدم إمكانها لأن عدم قرب حصول الشيء دل بحسب العرف على عدم إمكان حصوله، وجعل ترووا على البناء للمفعول من التروية بمعنى الحمل على الرواية يقال: رويته إياه أي حملته على روايته ومنه روينا في ا لأخبار بعيد جدا.
قوله (ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة) نقل عن الفاضل الأمين الأسترآبادي أن الألف الغير المعطوفة احتراز عن الهمزة وكناية عن الوحدة أو إشارة إلى ألف منقوشة ليس قبلها صفر أو غيره، وعن الشيخ بهاء الملة والدين أن المراد بها باب واحد ناقص لأن الألف على رسم الخط الكوفي صورتها هكذا «- ا» وكونها غير معطوفة أي غير مائل طرفها كناية عن نقصانها ولا يرد عليه ما سبق من ظهور باب أو بابين لدلالته على ظهور باب تام وشئ من باب آخر إذ له أن يحمل البابين على أبواب الفروع وهذا الباب المعبر عنه بالألف الناقصة على باب من أبواب الأصول، ويمكن أن يقال: إن ألفا بفتح الألف وسكون اللام ويراد به باب واحد وعبر عنه بالألف لأنك قد عرفت أن الباب الواحد ينحل بألف باب مع إظهار تكثره ويراد بقوله «غير معطوفة» أنه ليس معه معطوفه وهو قول السائل «أو بابان» والمعنى إلا بابا واحدا لا بابين فليتأمل.