انصرف ولفته أنا صرفته، وقوله: يدوكون معناه يخوضون يقال: هم في دوكة أي في اختلاط وخوض، وقوله: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم حض عظيم على تعليم العلم وبثه في الناس وعلى الوعظ والتذكير، والنعم الإبل، وحمرها خيارها، يعني ثواب تعليم رجل واحد وإرشاده أفضل من ثواب الصدقة بهذه الإبل النفيسة لأن ثواب الصدقة ينقطع بموتها وثواب العلم والهدى لا ينقطع إلى يوم القيامة، وفي الحديث «إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية وولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به بعد موته» وفي قوله: ادعهم إلى الإسلام وجوب الدعوة قبل القتال، وقال الآبي: وفي الاكتفاء لأبي الربيع قال أبو رافع (رضي الله عنه) مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله): خرجت مع علي (رضي الله عنه) حين أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) الراية فلما دنا من الحصن خرج إليه مقاتلهم فقتله فتناول علي (رضي الله عنه) بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ ولقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا منهم نجهد أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه، ولا يخفى عليك أن قول عمر: تساورت أي تطاولت وقوله في حديثهم الآخر: حرصت وقوله: «ما أحببت الإمارة إلا يومئذ» هو الذي حداه إلى فعل ما فعل فهلك وأهلك.
قوله (معرض) (1) أي هو معرض من التعريض وهو التصريح والفرق بينه وبين الكناية أن التعريض تضمين الكلام دلالة ليس لها فيه ذكر، كقولك: ما أقبح البخل تعرض بأنه بخيل، والكناية ذكر الرديف وإرادة المردوف أو ذكر الملزوم وإرادة اللازم، كقولك: فلان طويل النجاد وكثير رماد القدر. يعني أنه طويل القامة ومضياف، وفي بعض النسخ «معرضا» بالنصب على الحال وهو أظهر.
قوله (بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه) هو الأول والثاني حيث رجعوا عن حرب أهل خيبر مغلوبين ينسب بعضهم إلى بعض الجبن وهو خلاف الشجاعة يقال: جبنته تجبينا أي نسبته إلى الجبن.
قوله (وقال (صلى الله عليه وآله): علي سيد المؤمنين) (2) لأنه أكثرهم علما وحلما وأشهرهم سخاء وسماحة وأقواهم عملا وشجاعة وأقدمهم إسلاما وإيمانا وأجلهم نسبا وقدرا وأشرفهم تقدسا وخلقا فهو