شيء، الذي كان مع الأنبياء صلوات الله عليهم، يقول الله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا (1) من قبلك وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) الكتاب: الاسم الأكبر وإنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان فيها كتاب نوح (عليه السلام) وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم (عليهم السلام) فأخبر الله عزوجل: (إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى) فأين صحف إبراهيم! إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد (صلى الله عليه وآله) فلما بعث الله عزوجل محمدا (صلى الله عليه وآله) أسلم له العقب من المستحفظين وكذبه بنو إسرائيل ودعا إلى الله عزوجل وجاهد في سبيله.
ثم أنزل الله جل ذكره عليه أن أعلن فضل وصيك فقال: رب إن العرب قوم جفاة، لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي ولا يعرفون فضل نبوات الأنبياء (عليهم السلام) ولا شرفهم ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي، فقال الله جل ذكره: (ولا تحزن عليهم) (وقل سلام فسوف تعلمون) فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك وما يقولون.
فقال الله جل ذكره: يا محمد! (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) ولكنهم يجحدون بغير حجة لهم وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتألفهم ويستعين ببعضهم على بعض ولا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت إليه نفسه، فقال الله جل ذكره: (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب) يقول: إذا فرغت فانصب علمك وأعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية، فقال (صلى الله عليه وآله):
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - ثلاث مرات - ثم قال: لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه وقال (صلى الله عليه وآله): علي سيد المؤمنين وقال: علي عمود الدين. وقال: هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي، وقال: الحق مع علي أينما مال. وقال: إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا: كتاب الله عزوجل وأهل بيتي عترتي، أيها الناس اسمعوا وقد بلغت، إنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين، والثقلان: كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي