قوله (ولم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم) أي لم ينطق بما ينبغي أن ينطق به الإمام من أمر الدين والرئاسة لما مر من أنه لا يجتمع في عصر إمامان إلا وأحدهما صامت.
قوله (فدفع إليها كتابا ملفوفا) الروايات في ذلك مختلفة فمنها هذه ومنها أنه (عليه السلام) دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين (عليهما السلام) ومنها أن الإمام يعرف إمامته وينتهي الأمر إليه في آخر دقيقة تبقى من حياة الأول ولا اختلاف في الحقيقة لأنه (عليه السلام) دفع إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) ما معه من العلوم والأسرار الإلهية في ساعة قريبة من القتل ودفع بعض وصاياه إلى أم سلمة مثل الصحيفة المختومة وسلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند خروجه إلى العراق وبعضها إلى ابنته فاطمة لعلمه بأنهما تدفعان إلى علي بن الحسين عليهما السلام.
* الأصل:
7 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن صباح الأزرق، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام، فغضب أبو جعفر (عليه السلام)، ثم قال: أفلا قلت له؟ قال: قلت: لا والله ما دريت ما أقول، قال: أفلا قلت له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى علي والحسن والحسين فلما مضى علي (عليه السلام) أوصى إلى الحسن والحسين ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال أنا وصي مثلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبي ولم يكن ليفعل ذلك، قال الله عزوجل: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) هي فينا وفي أبنائنا.
* الشرح:
قوله (إن رجلا من المختارية) الروايات في مدح مختار بن أبي عبيد الثقفي وذمه مختلفة قيل هو الذي دعى الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية وسميت أصحابه بالكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان ولقب كيسان لصاحب شرطه وقيل إنه سمى كيسان بكيسان مولى علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وقيل هو الذي حمله على الطلب بدم الحسين (عليه السلام) ودله على قتلته وكان صاحب سره والغالب على أمره وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين (عليه السلام) إنه في دار أو موضع إلا قصده فهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح.
قوله (أفلا قلت) الفاء للعطف على مقدر أي أسمعت ذلك فلا قلت له شيئا.
قوله (ما دريت) دريت الشيء علمته.