ومناهجها ويميزون بين الحق والباطل، ويعرفون قدر علم كل أحد بالسؤال عنه.
قوله (أولى الناس) في القرابة والكبر والعلم والأخلاق.
* الأصل:
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له: بأي شيء يعرف الإمام؟ قال: بالوصية الظاهرة وبالفضل، إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج، فيقال: كذاب ويأكل أموال الناس، وما أشبه هذا.
* الشرح:
قوله (بالوصية الظاهرة) يعني المعرفة بين الناس كوصية النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) ووصية علي (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) وهكذا لا يقال: وصية الرضا (عليه السلام) إلى ابنه محمد بن علي (عليهما السلام) لم تكن ظاهرة معروفة; لأنا نقول: وصيته كانت ظاهرة إذ وصاه عند خروجه إلى خراسان، وأما وصية الحسن بن علي العسكري إلى ابنه صاحب الزمان صلوات الله عليهما فمعروفة أيضا عند أهل العلم.
قوله (وبالفضل) قد عرفت أن المراد بالفضل جميع كمالات النفس وهو يتوقف على كمال القوة العقلية والعملية، وكمال القوة الغضبية والشهوية، ويظهر حينئذ حقيقة التعليل المذكور بعده.
* الأصل:
4 - محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال:
قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما علامة الإمام الذي بعد الإمام؟ فقال: طهارة الولادة، وحسن المنشأ، ولا يلهو ولا يلعب.
* الشرح:
قوله (طهارة الولادة) بأن لا يطعن عليه في النسب أو يراد أعم منه كأن يتولد مختونا مقطوع السرة غير ملوث بالدم.
قوله (وحسن المنشأ) المنشأ مصدر أو مكان من نشأ إذا خرج وابتدأ، أيضا إذا كبر وشب أي ارتفع عن حد الصبا وقرب الإدراك، ولعل المراد أنه اتصف بالكمال من حد الصبا إلى زمان الإدراك لقوة عقله وتقدس ذاته. «ولا يلهو» أي لا يغفل عن الحق ولا يشغل عنه بغيره ولا يلعب يعني لا يعمل عملا لا يترتب عليه نفع ولا يكون فيه رضى من الله تعالى وما صدر عنه في بعض الأوقات من المزاح فإنما هو من لطف طبعه وكرم أخلاقه.