الناس).
قوله (وأمانته) أي وديعته لك عندي وهي حق على بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أودعه الله تعالى عند رسوله ثم أمره بدفعه إليه.
قوله (وقد بلغت ونصحت وأديت) الوصية كانت وديعة الله عنده (صلى الله عليه وآله) وحكما من أحكامه الحتمية الضرورية وكان (صلى الله عليه وآله) مأمورا بتبليغه إلى الخلق والنصيحة لهم فيها وأدائها إلى أهلها وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد فعل ما كان عليه، والحق أنه ما بالغ أحد من الأنبياء في الوصية مثل ما بالغ نبينا (عليه السلام) فيها، وكتب العامة والخاصة مشحونة بها ولكن من أعمى الله قلبه فلا هادي له.
قوله (بأبي وأمي أنت) هذه الكلمة لإظهار عزة المخاطب وبيان أنه عزيز في نفس القائل حتى أنه أرجح ممن هو أقرب الخلق إليه وأعز عليه وهو أبواه بحيث يفديه بهما ولا يشترط في ذلك وجودهما.
قوله (بالبلاغ) هو بالفتح اسم من التبليغ وهو ما بلغه من القرآن والسنن وجميع ما جاء به، أو بالكسر مصدر بالغ في الأمر إذا اجتهد فيه.
قوله (والنصيحة) وهي إرادة الخير للأمة وإرشادهم إلى مصالحهم خالصا لوجه الله وأصل النصح الخلوص.
قوله (والتصديق على ما قلت) أي تصديقك للرب على ما قلت من أن هذا عهده وشرطه وأمانته أو من قوله «صدق عزوجل وبر» أو من جميع ما جئت من عنده وبينه للناس. وفي بعض النسخ: والصدق هو الأظهر يراد بالموصول قوله «وقد بلغت ونصحت وأديت».
قوله (يشهد لك به سمعي) يعني يصدقك فيه جوارحي هذه وغيرها وتشهد لك به يوم القيامة.
يحتمل أن يراد بالدم الروح وقد فسر الروح بالدم جماعة من العلماء وقد صرح به الشيخ (رحمه الله) في الكشكول.
قوله (وأنا لكما على ذلك من الشاهدين) شهادته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على تبليغه ونصيحته وأداء الأمانة، ولعلي (عليه السلام) على تصديقه بالبلاغ والنصيحة والصدق على ما قال وجاء به.
قوله (على ضمانها) بالوفاء بما فيها والعمل وأدائها إلى أهلها كما هي.
قوله (بموافاتي بها) أي بإتيانك إياي بها كما هي يوم القيامة، يقال: وافاه أي أتاه مفاعلة من الوفاء.
قوله (فيما بيني وبينك الآن) يحتمل البين المكاني والمعنوي.
قوله (على الصبر منك) في الموالي والمعادي وكليهما وهو حال عن فاعل تفي، والصبر ملكة